ارتبطت وتيرة النشاط العقاري لدى أسواق منطقة الشرق الأوسط ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان المبارك خلال السنوات الماضية في حالات الانتعاش والتراجع، إذ تتجه أنظار المشترين أولاً إلى عروض الأسعار التي تطرحها شركات التطوير العقاري المختلفة للوصول إلى أكبر شريحة من المشترين، حيث نجح الطرفان ـ المشتري والمطور العقاري – خلال السنوات الماضية في الحصول على فرص استثمارية جيدة أسهمت في تعزيز حجم السيولة والتدفقات النقدية لدى شركات التطوير العقاري.
وفي هذا الصدد قال التقرير العقاري الأسبوعي الصادر عن شركة المزايا القابضة، إن شركات التطوير العقاري تستمر في ضخِ مزيد من العروض الترويجية لمشاريعها العقارية بأسعار تنافسية، ما يدل على المرونة التي تتمتع بها أسواق المنطقة العقارية وشركات التطوير العقاري العاملة بها، ومعرفة جيدة بمتطلبات المشترين من كافة الفئات، وذلك في ظل تراجع وتيرة الطلب على الوحدات العقارية خلال الشهر الفضيل إضافة للركود الصيفي، والذي غالباً ما يترافق مع الإجازات الصيفية وتفضيل العائلات والمستثمرين السفر إلى الخارج.
وفي الإمارات، تتواصل عمليات جذب المستثمرين والمشترين لدى السوق العقاري، حيث تنشط شركات التطوير في طرح فرص مميزة للمشترين المحتملين من خلال العروض الحصرية خلال شهر رمضان.
وبحسب تقرير المزايا فإن العروض في الشهر الكريم والمنافسة السوقية على المشترين ستكون عند مستويات مرتفعة، فيما معدلات النشاط المسجل حتى اللحظة في الأسواق العقارية لازالت تحافظ على ذات الوتيرة خلال الشهر الفضيل لدى إمارات الدولة. وقد أظهرت البيانات ارتفاع التصرفات العقارية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، إذ سجلت نمواً ملموساً بنسبة 15 في المائة بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 66 مليار درهم مقارنة بـ 57 مليار درهم سابقاً، فيما وصلت قيمة الاستثمارات إلى 29 مليار درهم، والتي جاءت نتيجة إبرام صفقات بيع على 15 ألف عقار، الأمر الذي يعكس قوة السوق قبل وخلال وبعد شهر رمضان، مع ترجيح بقاء النمو للتصرفات العقارية حتى نهاية العام الجاري.
ورأى في السوق العقاري العماني ميزة جيدة خلال الشهر الفضيل، إذ يجد الباحثون عن الاستثمارات الجدية متسعاً من الوقت لمتابعة تطورات السوق العقاري واقتناص الصفقات الرابحة، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الشهر الفضيل، وانشغال الناس بالعبادات والشعائر الدينية.
وقال تقرير «المزايا» إنه وضمن المتوسطات الحسابية للسوق العقاري في السلطنة، فأسعار السوق تظل ثابتة دون تسجيل تراجعات أو ارتفاعات حادة كونها تتداول عند أسعار منخفضة في الأساس، ما يعني أن الأسواق باتت تجذب المشترين والمستثمرين والمضاربين.
ولفت إلى أن السوق العقاري السعودي يحوي فرصاً كثيرة وتقلبات أكثر، وذلك مع استمرار حالة ضعف الطلب على البيع والشراء خلال الشهر الفضيل وقبله وبعده، حيث تتسع الفجوة بين المعروض والمطلوب لدى السوق، لتنعكس سلباً على عمليات البيع والشراء والتي وصلت في كثير من المواقع إلى مستويات متدنية، إضافة إلى توقعات بتسجيل انخفاضات أخرى على الأسعار خلال العام الحالي، الأمر الذي يرفع من مؤشرات الهدوء.