«رمضان جانا»، «أهلا يا رمضان» مرحب شهر الصوم مرحب «مرحب يا رمضان»..
هلّ على «الوطن العربي» و«العالم الإسلامي»، و«المجتمعات الإسلامية» في العالم، «شهر رمضان المبارك».. هلّ علينا ليعطينا النفحات الإيمانية والخيرات والبركات، يحمل معه الخير، لأنه يحل في أيامه المعدودات الرضا من الله تعالى، والعطاء، فهو «منحة ربانية سنوية» ففيه ليلة خير من ألف شهر. ومن صيامه إيماناً واحتساباً غفر الله تعالى ما تقدم من ذنبه.
«ضيف كريم» عزيز علينا، يزورنا في العام مرة واحدة، فعلينا إكرامه بما يليق به، عبر استرجاع الفرد فينا سلوكه في أثناء عام مضي، ويُصمم على تقويم ما بها من سلبيات، لينقي كل فرد فينا نفسهُ من الداخل، كما تُنقى أشكالنا من الخارج..
فمن تقرّب فيه بخصلة من خصال الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى 70 فريضة فيما سواه.
فهو شهر يُفسد الصوم فيه الحقد والحسد والعداوة والبغضاء واللغو والرفث (القال والقيل وما يقولون بالحديث عن الآخرين بالذم والقدح، فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، ولا يجهل، وإن أمرؤ قاتله او شاتمه فليقل إني صائم»..
أهلاً «رمضان الذي كان» والذي أصبح عند «البعض» كغيره من العبارات شبه المنسية، يُبحث فيه قبل أن يهلّ، مما يُخفّفه قبل ان يُبحث عن الى ما هو مضر في استقبال وتكريم هذا الزائر السنوي من خلق كريم وحسن الصيام، والواجبات والمستحبات.. حتى سمعنا في «بعض المجتمعات الإسلامية» التي لا يصل الصوم فيها الى 18 ساعة، عن تقصير عدد ساعات الصيام..! او تقصير عدد أيام الصيام الى ما بين 13 و15 يوم..!
ومن ذلك أيضاً الصوم بلا صلاة..! او السؤال عن رُخص الافطار للأصحاء بدنياً او للقادرين على الصيام.. قبل أن يستفسروا عن حسن الصيام..!
كل امرئ حر، وكل نفس بما كسبت رهينة.. ولكن الصوم يبقى من العبادات التي تزكي النفس وتحيي الضمير، وتقوي الإيمان، وتحقق التقوى.. {كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة 183].. قال محمد صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما قدم من ذنبه» [متفق عليه].
أهلاً «رمضان المبارك الذي كان «بهذا الجمال الروحاني، ومع سماع تلاوة القرآن الكريم، من قيثارة السماء القارئ الشيخ «محمد رفعت» وأبو العينين شعيشع»، و«محمد صديق المنشاوي»، و«طه الفيشني»، و»عبد الباسط عبد الصمد» و«محمد علي البنا»، و«محمود خليل المصري» ومنذ التسعينات شيخ المقارئ المصرية «محمد محمود الطبلاوي» – الذي زار لبنان في التسعينات – والقارئ «د. أحمد نعينع»..
وسماع شيخ المنشدين المصريين «محمد السيد النقشبندي» صاحب المدرسة المتميزة في الابتهالات، وهو أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الانشاد الديني، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات..
وسماع رابطة المنشدين السوريين «توفيق المنجد» رحمه الله تعالى، وهو «توفيق الكركوتلي» ولد في دمشق 1909 ولقب بـ«المنجد» لأن والده كان يحترف «مهنة التنجيد» لم يتلق فن الانشاد عن أحد، ولكن أجواء أسرته ومحيطها كانت تدفعه الى الانشاد، أفتتن بألحان «سيد درويش» وموشحاته وحفظها.
تميز صوته، بصوت روحاني خاص بعيد عن الغناء والطرب، وتصدّر «الانشاد الديني زمناً طويلاً لأكثر من 60 عاماً، ولُقب بـ«بلبل الشام»، لروعة أناشيده ومدائحه وتأثيرها في النفوس، وظل رئيساً لـ«رابطة المنشدين السوريين» في سوريا حتى وفاته 1998 وترأسها من بعده «حمزه شكور»..
زار لبنان مرتين بدعوة من «دار الفتوى» اللبنانية، حينما كنت أمينا للسر الخاص لقائم مقام مفتي الجمهورية اللبنانية: 1994 أقيمت له حفلة في «المركز الإسلامي – غائشة بكار»، و1995، أقيمت له حفلة في «جامع عين المريسة»، و»الحفلتان كانتا في شهر رمضان المبارك.
أهلاً بـ«رمضان الذي كان» يُحتفل ويكرم في «الأسر البيروتية» – اتكلم عن نفسي – خير تكريم، نجتمع كلنا عند الإفطار ننتظر آذان المغرب (من مسجد الحرج المقاصد)، مع الأكلات البيروتية العتيقة، ثم «راحة الصائم» ثم «اللمة البيروتية» ثم «التعبد وقراءة القرآن» و»السحور».
إنه رمضان الذي كان!!
يحيى أحمد الكعكي