في إطار اللقاءات التي تُنظّمها السفارة الفرنسية والمركز الفرنسي في لبنان بالتعاون مع البنك اللبناني الفرنسي، أُقيمت ندوة مع المفكّر والباحث في الذكاء الاصطناعي، جان-غابرييل غاناسيا، حول موضوع نهضة الذكاء الاصطناعي وضماناته وآثاره الاجتماعية، يوم الثلاثاء 26 آذار الماضي، في قصر الصنوبر في بيروت.
بعد استعادة تاريخ الذكاء الاصطناعي منذ نشأته في الخمسينيات والأزمات التي عرفها على مدى السنوات، عرض غاناسيا آراءه الحالية وتوجّهاته، منها التعلّم الآلي (Machine Learning) والتعلّم العميق (Deep Learning) وكيفية معالجة البيانات الضخمة (Big Data) وغيرها، وكلها يفسّر تجدّد الاهتمام اليوم بهذه المسألة. وعدّد الأسباب الاقتصادية التي جعلت من معالجة البيانات الضخمة اليوم حاجة حتميّة. كذلك تحدّث عن استخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم التشاركي والبحث عن المعلومات والصحة والتفاعل بين الإنسان والآلة وبخاصة مع روبوتات الدردشة (agent conversationnel) والصناعة والتكنولوجيا المالية وفي إنتاج المركبات والأسلحة المستقلة. وتحدّث أيضًا عن موضوع التفرّد التكنولوجي الشائع اليوم في الولايات المتحدة، والنظرة المستقبلية إلى ما بعد الإنسانية التي تنتج عنه، مميّزًا الذكاء الاصطناعي بتعريفه الكلاسيكي، عن الذكاء الاصطناعي القوي أو الذكاء الاصطناعي العام.
واختتم غاناسيا اللقاء بالتوقف عند نقطة التغيّرات الاجتماعية والسياسية الناتجة عن التحولات الرقمية بشكلٍ عام وعن الذكاء الاصطناعي بشكلٍ خاص، وتأثيراتها على الواقع تحديدًا، والدور الكبير الذي تضطلع به “عمالقة” الشبكة، مثل “أمازون” و”فايسبوك” و”غوغل” و”آبل”.
وعرض أخيرًا مفهوم “المراقبة” الذي يبدو وكأنّه مدخلٌ مفيد لفهم حقيقة الواقع الاجتماعي والسياسي في عالمنا اليوم.