يجب علينا أن نكون صريحين مع أنفسنا لأننا في وضع عربي ضعيف جدا ، وموقف أوروبي باهت لا لون له ولا قوة ، يؤيدوننا بالكلام ولا يفعلون أي شيء لوقف العربدة الإسرائيلية.
وقوة روسية عاجزة مقارنة بامريكا، خصوصاً في إدارة امريكية صهيونية حتى العظم ، كما أن امريكا أقوى من روسيا بالسلاح أو العتاد ، واقتصاد روسي ضعيف مقابل قوة اقتصادية امريكية كبيرة وحتى أقوى من اوروبا مقابل دعم أمريكي بلا حدود لاسرائيل ، بل اكثر من هذا لان اللوبي الصهيوني قادر على تسييس القضية الفلسطينية لصالح اسرائيل مائة بالمائة .
قبل انتخاب الصهيوني ترامب كانت السلطة الفلسطينية والعالم اجمع يراهن على السيدة كلنتون ، والتي أصبحت صهيونية بعد انتخابها عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، ولكنها سقطت على يد البروتسنت المتعصبين لليهود اكثر من الصهاينة تعاطفا مع إسرائيل جهلا بالدِّين المسيحي اذا ما قارناهم بكاثوليكيين أو الارثوذكس أو البروتستنت غير المحافظين مثل جورج بوش الأب .
ولكن من أول ثانية تأكد للشعب الفلسطيني بان ترامب هو الرئيس القادم للولايات المتحدة لأربع سنوات أو لثمانية سنوات، شعرنا باننا سنمر بسنين قاسية تجاه قضيتنا المقدسة فلسطين. ولكن بعد قيام ترامب الصهيوني بدعوة الرئيس محمود عباس الى واشنطن ، أصبحت السلطة أقل تشاؤماً، واصبح اعتقادها بان لدية صفقة تنصف الشعب الفلسطيني افضل من الرئيس السابق اوباما ، مع انه كان لدى اوباما الإمكانية لتحقيق تقدم على صعيد قضيتنا ، خصوصاً بعد أن قام بأول زيارة له خارج امريكا، وألقى في جامعة القاهرة خطبة رنانة اعتبرنا بان هذا الرئيس الأسمر من جذور أفريقية وقرية فقيرة في كينيا أن يفعل ما يقوله، ولكن مع شديد الأسف خاب ظننا فيه بعد أن عاد للبيت الأبيض وأقنعة دينيس روس وغلاة اليهود الصهاينة بان الأفضل له أن يترك هذه القضية لاهلها اليهود وليس للسلطة الفلسطينية اذا أراد أن ينتخب رئيسا لدورة ثانية ، وسمع الكلام ، وتبين لنا وللعالم بأنه اضعف رئيس جمهورية حكم امريكا.
وبعد انتخاب ترامب قلنا الله يستر، ولَكن القيادة الشرعية الفلسطينية كان لها رأي أجر وهو لننتظر ونرى، كما أن الانفصال أو الانقلاب المشين الذي حصل في غزة التي تتحمل الأجهزة الأمنية في فتح أسباب هذا الانفصال مهما كانت الأعذار التي قدمها المسؤولين عن الأجهزة الأمنية. خصوصا وان حماس كانت جاهزة لهذا الانقلاب مما أدى بالفعل لتقسيم فلسطين الى ثلاثة أجزاء؛اراضي ٤٨والضفة والقطاع.
هذه نبذة سريعة كي نعرف كيف نخرج من هذا المستنقع الذي نعيش فيه.
ففي هذا الوضع الصعب ننتظر حتى انتهاء الانقسام ولكن مع الأسف تبين انه من الصعب أو حتى من المستحيل انهاء هذا الانقسام . لذلك ليس لدينا حلول وهمية كالهبات التي تحصل من وقت لآخر ، والتي تبين باننا نخسر شبابا بعمر الزهور بدون فائدة.
ولكن هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الأيدي ونقول سوف يأتي الفرج، لان التخاذل المميت بعيد جدا عن كرامة ووطنية الشعب الفلسطيني.
نحن الفلسطينيين عندنا وطن هو حق لنا لأننا لم نسرق هذه الارض ولم نعتد أو نحتل ارض احد بل بالعكس نحن المظلومين من العالم اجمع .
وقال اليهودي اليميني سفير ترامب في اسرائيل أمام ايباك بأنه لا يمكن لاسرائيل ان تتخلى عن الضفه لانها غير محتلة، أي أن صفقة القرن ميتة قبل نشرها بعد الانتخابات الاسرائيلية.
إن الحل الوحيد هو بيد السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الاخ محمود عباس ( أبو مازن) وهو قادر على العمل اللازم لإجبار المحتل ان يجلس على طاولة مفاوضات جادة لانتزاع دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.لان وراءه شعب جبار خصوصا أنه شعب يعشق الحرية ، أما ما نراه اليوم من إعدامات من قبل الجيش الاسرائيلي ، أو من المستعمرين الجدد فهي خسارة أرواح شبابنا أو شابات بدون أي فائدة أو مردود سياسي في مقابل مواقف عربية أو اوروبية باهتة.
وقد سمعنا أخر تصريح لفريدمان أمام ايباك ، عندما قال لا يمكن تغير الوضع القائم في الضفة ، لذلك عليك يا رئيسنا رد الصاع صاعين وتقول للشعب الحقيقة ، كما تقول له ليس لنا إلا انتفاضة عارمة و مظاهرات يومية، وقطع طرقات على جميع المستعمرات وعصيان مدني ، وكما قلت ان تكون جميعها سلمية ، أما القدس الشريف فعليك ان تدعم شد الرحال الى المسجد الأقصى . كما نرجوك ان تكف عن إلقاء الخطاب السنوي أمام الأمم المتحدة في شهر ايلول من كل عام اذا لم يكن لديكم معطيات حول هذه الانتفاضات الشعبية السلمية وتعلن للإجماع العالمي وبالأرقام أعداد الشهداء والجرحى منذ مسيرات العودة ، وما يعانيه أبطالنا من معاملة وحشية وظلم ما بعده ظلم في معتقلات الاحتلال ، وزيادة على ذلك سرقة أموال السلطة التي تدفع لهم ولعائلاتهم، كما ان شد الرحال الى المسجد الأقصى بألالاف والتي لا بد ان تكسر جميع الحواجز للوصول الى هذا المسجد المقدس للعرب والمسلمين سيجعل من خطابكم ذي قيمة عالمية لا يستهان بها ، أما بدون الحراك الشعبي لاسترجاع حقوقنا ، فسوف تكتفي هذه الدول بالتصفيق ، ولكن هذه الدول لا تفعل شيئاً للجم المحتل ومنعه من سرقة الاراضي والإعدامات المتعمدة بدون فائدة ، ومن ثم ننتظر خطاب العام التالي وكالعادة بدون فائدة .كما ان عدد الدول التي ستحضر هذا الخطاب سوف تقل سنة بعد سنة.
انت من اخترعت الانتفاضات السلمية فلماذا لا تتطبقها لان الشعب يريد كسر الحواجز التي تعيقنا عن الصلاة في مسجدنا المقدس ، وما عليك إلا تشجيعهم ومساندتهم . ما من شك سنخسر الكثير من الشهداء والجرحى ، ولكن بهذا العمل الجاد ستعود لنا ارضنا المحتلة وكرامتنا.
إن الرئيس محمود عباس قالها وبالفم المليان في أخر قمة باننا نفذنا جميع متطلبات القرارات الدولية مقابل إدارة امريكية صهيونية ، وقرار ترامب بضم الجولان لاسرائيل بجرة قلم تذكرني بترومان الصهيوني وبجرة قلم قسم فلسطين بيننا وبين اليهود ، و من الممكن جدا ان تحتل اسرائيل جنوب لبنان بجرة قلم ايضا للاستيلاء على نهر الليطاني ، أي أن امريكا وبجرة قلم تؤيد اسرائيل في احتلال أي بلد عربي تريده، وليس لنا إلا العمل اللازم لانتزاع حقوقنا، والشعب الفلسطيني سيؤيدك اذا ما كان قرارك انتفاضة لن تتوقف إلا بانتزاع الاستقلال وتعود كرامتنا التي نستحقها وأولها القدس عاصمة دولتنا المستقلة بحدودها التي أقرتها دول العالم ، ما عدا إدارة ترامب الصهيونية .
كفى خطابات واجتماعات وقرارات لم و لن تنفذ،حتى قرارات المحاكم الدولية لم ينفذ منها شيء.
ليس لنا إلا الاعتماد على انفسنا وكلما تأخرنا سنخسر قضيتنا. شعبك الجبار لا يقبل بالذل والاستعباد ، والمهم انك زعيم الأمة وقائدها والمسؤول على انتزاع الحرية والاستقلال.
لذلك نرجوك أن تفعل اللازم لاستعادة حقوقنا وكرامتنا المسلوبة من محتل عنصري والله المستعان.