صرح الأرجنتيني سانتياغو سولاري بعيد الهزيمة المذلة أمام أياكس أمستردام والخروج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أنه لن يتخلى عن تدريب ريال مدريد، لكن القرار على الأرجح ليس بيده.
وكان الفرنسي زين الدين زيدان محقا عندما قرر من تلقاء نفسه الرحيل عن الفريق الملكي بعدما قاده الى ثلاثة ألقاب متتالية في المسابقة الأوروبية الأهم.
وقال زيدان في أيار الماضي «من الصعب عليّ أن أفوز العام المقبل. هناك لحظات جيدة وأخرى صعبة، لا أنسى ذلك، وأريد إنهاء مسيرتي مع ريال عندما تكون الأمور على ما يرام». وكان خطاب الرحيل الذي ألقاه زيدان أشبه بإنذار للفريق الأبيض، فكان موسمه الحالي ملبدا، وفي غضون سبعة أيام خسر كل شيء: خرج من كأس إسبانيا، تراجع في الليغا بفارق 12 نقطة عن غريمه برشلونة المتصدر وحامل اللقب وباتت آماله ضئيلة إن لم تكن معدومة، وأخيرا فقد لقبه في البطولة الأوروبية.
وانتقل سولاري للإشراف على الفريق الاول في فترة بالغة الصعوبة بعد إقالة مدرب المنتخب السابق جولن لوبيتيغي، كما كانت الحال بالنسبة الى زيدان، من الفريق الرديف «كاستيا» بدلا من رافايل بينيتيز.
وعلق على ذلك بالقول بعد الخسارة المذلة أمام أياكس امستردام الهولندي 1-4 على ملعب سانتياغو برنابيو في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال (الذهاب 2-1 في أمستردام)، «لم آت إلى الفريق في فترة صعبة كهذه من أجل أن أترك منصبي».
ثلاث هزائم متتالية جميعها على ملعبه (سبقتها هزيمة أيضا في الدوري أمام جيرونا 1-2).
وكتبت صحيفة «ماركا» الرياضية الواسعة الانتشار امس الاربعاء «إنه فريق كتب التاريخ»، و»إنها نهاية عهد» بالنسبة إلى صحيفة دياريو سبورت، و»الكارثة كبيرة جدا» برأي صحيفة موندو ديبورتيفو.
لكن الانحدار كان سريعا مع اللجوء الى بعض التعديلات قبل الأوان فغابت الأهداف، واستفادت الفرق الصغيرة من الوضع الجديد، وأقلعت الفرق الكبيرة بسرعة متناهية دون فرملة.
تحديد المشاكل الكبيرة
بات يتعين على رئيس النادي فلورنتينو بيريز أن يقرر الآن ما اذا كان ينبغي الاحتفاظ بسولاري حتى الصيف، مع أنه من الصعب تصور المكسب الذي سيجنيه من إقالته طالما أنه لم يعد هنالك أي شيء للظفر به هذا الموسم، في حين أنه بالنسبة إلى بيريز قد يكون من المفيد انتظار شهر حزيران المقبل من أجل التعاقد مع مدرب جديد حيث سيكون هناك المزيد من المرشحين لهذا المنصب.
وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة «ماركا» مع أنصار الفريق، وردا على سؤال لمن يوجه اللوم، قال 70 % منهم «إلى لجميع» أو «إلى مجلس إدارة النادي»، فيما رأى 7% فقط أن اللوم يقع على «سولاري ولوبيتيغي».
وبعد سنوات من عدم الاستثمار، بدأ العمود الفقري لريال مدريد بالتآكل فالكرواتي لوكا مودريتش الحاصل على جميع الألقاب لأفضل لاعب في العالم عام 2018، يبلغ الـ 33 من عمره، وقائد الفريق سيرخيو راموس (32) والألماني طوني كروس (29) والفرنسي كريم بنزيمة (32). لكن العمر شيء، والحماس شيء آخر، ومن الصعب إنتاج النجاح.
ويسافر ريال مدريد الأحد الى بلد الوليد لمواجهة فريقها في الدوري، ولم يبقَ أمامه إلا انتزاع المركز الثاني من جاره أتلتيكو، وتقليص الفارق مع برشلونة الذي اتسع الى 12 نقطة.