لا بد من ادماج الفصائل الفلسطينية بحيث لا يكون تعدادها اكثر من أربعة الى خمسة لا اكثر.
علينا عدم انكار ان ام الفصائل هي تنظيم فتح ، والتي فتحت شهية المناضلين السياسيين لإنشاء تنظيمات كثيرة ولكن هدفها واحد ، وهو تحرير الارض الفلسطينية بايادي اصحاب الارض الفلسطينية ، خصوصا بعد الهزائم المتعددة والمتسارعة للجيوش العربية جميعها وبدون اسستثناء،وخصوصا جيوش البلاد العربية التي خرجت من عباءة الحكم الاستعماري البريطاني والفرنسي.
طبعا نحن الشعب الفلسطيني لا نريد ولا يمكن ان نخون اي بلد من هذه البلاد العربية. لان جميع هذه البلاد كان تسليحها محدودا جدا بالنسبة لحجم هذه الدول وإمكانيتها السكانية والاقتصادية.
كما ان هذه الدول أكثرها لم يكن استقلالها مكتملا لان المستعمر البريطاني الخائن الاكبر للشعب الفلسطيني والمستعمر الفرنسي اللذان تمت خيانتهما للدول العربية قبل اعلان بلفور المهين أخلاقياً وسياسياً ، وخصوصا الوعد البريطاني الذي قطعوه للشريف حسين بان يتم استقلال جميع الدول العربية بما فيها فلسطين في حالة دعم التحالف البريطاني الفرنسي بطرد الحكم العثماني من البلاد العربية ، ولكن الخيانة تمت في معاهدة سُميت بمعاهدة سايكس بيكو في العام ١٩١٦ م. حيث قسمت الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا، وكانت فلسطين من نصيب بريطانيا. التي سلمت فلسطين للعصابات الاشكنازية التي أتتنا من روسيا وجنوبها و شمال ألمانيا والتي تسمى بلاد الأشكناز بحجج واهية لا تتصل لا بتاريخ او دين او اخلاق او منطق ، مما اضطر الشعب الفلسطيني الى اللجوء للدول المجاورة لفلسطين او اللجوء الى مخيمات داخل فلسطين.
ولكن العتب على دول الجوار بانهم قبلوا بهدنات دائمة في العام ١٩٤٩م والعام ١٩٥٠ بدون وضع شرط عودة اللاجئين الى بيوتهم و أملاكهم في فلسطين مما سبب للشعب الفلسطيني نكبات متكررة من قتل وتشريد عشرات الألاف من مخيماتهم الأصلية ، مثل ما حصل في العراق وسوريا الى يومنا هذا ، ايضا من كثرة الفصائل التي تتبع سياسات بعض الأنظمة العربية، وغير العربية .
نقول بان فتح هي ام الفصائل بقيادة الرئيس الرمز ياسر عرفات ، التي انارت القضية الفلسطينية من جديد و من ثم كانت المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة الدكتور جورج حبش والقائد وديع حداد و من ثم كرت المسبحة الى ان وصل عددها اكثر من عشرين فصيلا ، خصوصا ان الفصيل اصبح فصيلان ثم اصبحوا من كثرتهم عبئا على الشعب الفلسطيني ، وجميعهم الهدف تحرير فلسطين.. وأخيرا جاءت حماس ومن ثم الجهاد الاسلامي.
نحن نمر في ادق مراحل قضيتنا المقدسة ، خصوصاً بعد انتخاب دونالد ترامب الجاهل سياسيا وتاريخيا وأخلاقياً في قضيتنا الوطنية ، وفِي ضعف أوروبي لا يستطيع الخروج من العباءة الامريكية ، وقوة اللوبي الصهيوني في واشنطن ، مقابل كثرة الفصائل الفلسطينية آلتي لها اجندات خاصة بها او لها اجندات خارجية تبعدنا عن تحقيق اهدافنا الوطنية ، لان كل فصيل يعتبر نفسه بانه الأصلح لقيادة الشعب الفلسطيني الى التحرير .
صحيح القول بان بعض الدول العربية تسرعت نحو التطبيع ، جهلاً منها بان ذلك لربما يساعد على حلحلة الوضع المتأزم بين الشعب الفلسطيني و امريكا و حليفتها اسرائيل ، ولكن هذا خطأ كبير يرتكبونه خصوصا ان صفقة القرن أزاحت عن الطاولة القدس وقضية عودة اللاجئين ، وهنا يقول الشعب الفلسطيني لاخواننا العرب : ماذا بقي من القضية العربية المقدسة وأسوار حائط البراق المقدس والذي اسرى آليه نبينا وسيدنا محمد. ومع ذلك نقول لهم بان بعدنا العربي هو الضمانة الوحيدة لاسترجاع جميع حقوقنا الوطنية.
هذا جميعه لا يعفي كثرة الفصائل والتي كل واحدة منها تنظر لمصلحتها بالمزايدة على حساب مصلحة الوطن ، لان منظمة التحرير هي الوحيدة المعترف بها عربيا ودوليا .
لذلك على الفصائل ان تختصر عددها الى قسمين واحدة التي تعترف بما تقرره منظمة التحرير بقيادة فتح والجبهة الشعبية ،و واحدة بقيادة حماس التي لا تعترف باسرائيل ، والتي هي خارج منظمة التحرير، و من ثم تتم انتخابات رئاسية وتشريعية بعيدة عن اتفاقات اوسلو ، لان الوضع الذي نحن فيه من خلافات عقائدية وسياسية وانتقاء بعض الفصائل البنود التي وقعت عليها منظمة التحرير ور فض اي بند لا يعجبها وهذا مخالف لما وقعت عليه منظمة التحرير ، ومن ثم هذه الفصائل تضع شروطا لا يمكن قبولها من دول العالم مما يسبب ضررا فاضحا لقضيتنا المقدسة ، وخصوصاً انه واجب علينا جميعا ان نلتزم بالمعاهدات الدولية آلتي انتزعها بفضل دماء شهدائنا ومعتقلينا الابطال .
لقد طلب الرئيس الاخ محمود عباس من الاخ الدكتور محمد شتية تأليف وزارة من الفصائل الفلسطينية التي لها تمثيل في منظمة التحرير ، والخوف بان كثرة الفصائل وكثرة المستوزرين تجعل من الصعب على الرئيس المكلف تأليف هذه الوزارة ، خصوصا خروج الجبهة الشعبية و الديمقراطية من بنود ما وقعت عليه منظمة التحرير، .
الشعب الفلسطيني سئم من زعامات لا ترى باننا نمر في مرحلة مصيرية خطيرة تتطلب من جميع الفصائل ان تتنازل بعض الشيء عن كبريائها الأجوف الذي يدمر الإنجازات المكتسبة ، وخصوصا اعتراف ١٣٨ دولة بفلسطين على حدود العام ١٩٦٨م. وهذا لا يعني أبدا اننا تخلينا عن ٧٨ بالمائة من ارض فلسطين التاريخية ، ولكن نريد من زعمائنا ان يتقوا الله بهذا الشعب الصابر
الشعب الفلسطيني يريد من السيد أشتية ان يعلن في اسرع وقت ممكن الأجندة التي يريد تنفيذها ، خصوصاً في اجواء ملبدة بغيوم انتهاكات اسرائيلية امريكية ضد اهدافنا الوطنية، واولها حماية وتفعيل المقاومة الوطنية السلمية ، كما نريد تنفيذ ما وعد به الدكتور حمد الله بالكشف عن ضعفاء النفوس الذين يسربون املاك المقدسيين ، وتنفيذ القوانين الصارمة ضد هؤلاء السماسرة ضعفاء النفوس.
نقول للاخ الدكتور محمد أشتية اعانك الله على هذه المهمة الصعبة وان تكون اكثرية الوزراء من الاكفاء المستقلين والذين هدفهم خدمة هذا الشعب والله المستعان..