بدأت اللجنة الفنية لمناقشة سبل تفعيل التعاون بين لبنان والمملكة العربية السعودية اعمالها صباح امس في الرياض.
وافتتحت الاجتماعات بكلمة لمساعد وزير المالية السعودي عبد العزيز الرشيد، شدد فيها على «ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية السعودية».
بدورها، ألقت رئيسة الوفد اللبناني المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس كلمة قالت فيها: «إننا نعتبر بأن تفعيل العلاقات الاقتصادية مع المملكة هي جزء هام من استراتيجيتنا للفترة المقبلة، هذا التعاون الذي غدا ضرورة اساسية حتمتها التحديات والتغييرات الكبيرة التي تواجهها منطقتنا والتي تتزايد يوما يعد يوم، لاسيما الحرب السورية حيث بات لبنان يستضيف ما يزيد عن مليون ونصف مليون نازح يشكلون عبئا ثقيلا على الاقتصاد اللبناني لم يعد باستطاعته تحمله».
ونوهت «بالجهود التي بذلت على مدار السنوات السابقة والخطوات التي تحققت على مستوى تحرير التبادل التجاري البيني في اطار الاتفاق الثنائي أو في اطار منظمة التجارة الحرة العربية الكبرى بإلغاء الرسوم الجمركية وازالة الكثير من العقبات والعوائق الفنية والادارية التي كانت تحد من حجم التبادل التجاري، الا أن هذا التبادل التجاري لا يزال يعاني من مشاكل كثيرة بالرغم من وجود امكانات متاحة لمضاعفة حجم هذا التبادل وهذا يستلزم من الطرفين بذل جهود اضافية واتخاذ قرارات أكثر جرأة منها ما يجب اتخاذه على المدى القصير والمباشر، ومنها ما يجب اتخاذه على المدى الطويل».
وأكدت أنه «لا بد لنا من تشكيل لجنة متابعة من وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان والجهة المقابلة في الجانب السعودي، مهمتها مراجعة التبادل التجاري وتقديم المقترحات الآيلة الى تطويره وزيادة حجمه ومعالجة المشاكل التي تعترضه».
وأعربت عباس عن أملها في «السعي الى خلق البيئة الجاذبة للاستثمارات ولعمل القطاع الخاص وتوفير المناخ القانوني والمؤسساتي والاستثماري المناسب له، وذلك عبر السعي لترتيبات ثنائية ووضع آليات للاستفادة من الإمكانيات المتاحة وتعزيز العلاقات بين هيئات القطاع الخاص في البلدين». ونذكر، على سبيل المثال لا الحصر، السعي لتوقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون في مجال حماية المستهلك وحماية الملكية الفكرية والاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة، كما اننا نتمنى تفعيل التعاون وتبادل الخبرات في المجال العدلي، الصحي، الاستثماري، المالي، المصرفي، الصناعي، السياحي، النقل، الطاقة، التربية، الاتصالات، البيئي، الشباب، الرياضة، الثقافة وغيرها من المواضيع الهامة».
بعد ذلك ألقى سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة كلمة ذلك. «يسعدني أن أشرف على الخطوة الأولى في إتجاه مأسسة العلاقات اللبنانية – السعودية من خلال مناقشة مشاريع الإتفاقيات الوزارية بين الجانبين. وكلي ثقة بأنكم سوف تتوصلون إلى صيغ متناغمة تضمن مصلحة الشعبين وتبشر بإستمرار العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين على أسس سليمة وواضحة».
ولفت الى «حرص الرئيس سعد الحريري على أن يرسل فريق عمل لبنانياً متجانساً ذو صلاحيات عالية لكي ذا القرارات اللازمة لنجاح هذه المفاوضات بإذن الله والتقدم خطوة إلى الأمام من أجل توقيع الإتفاقيات في وقت قريب».
ثم بدأت فرق اللجنة الفنية جلسات العمل الثنائية بين الوزارات لمناقشة جدول الاعمال ومشاريع اتفاقات التعاون ومذكرات التفاهم.
وتستكمل فرق اللجنة الفنية اعمالها اليوم وتعد مشروع المحضر الذي سيرفع الى رئاسة مجلس الوزراء.