أعلنت جمعية الصناعيين اللبنانيين حالة طوارئ صناعية نظرا للتدهور الكبير الذي وصل اليه القطاع الصناعي. وذلك خلال لقاء صناعي جامع عقد أمس في فندق البريستول في حضور وزير الصناعة وائل أبو فاعور، النواب الصناعيين: نعمة افرام، شوقي دكاش، نزيه نجم، نقولا نحاس، محمد سليمان، اغوب ترزيان، ميشال ضاهر، روجيه عازار، ميشال معوض رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رؤساء النقابات والقطاعات الصناعية وحشد من الصناعيين.
افتتح اللقاء بكلمة رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل قال فيها: «ان على الحكومة وخلال فترةٍ وجيزة لا تتعدى الأشهر القليلة أن تباشر بإقرار المعالجات المطلوبة لقطاعنا وأن تمدنا بالثقة أكان للمواطن أو لصاحب العمل أو المستثمر».. مضيفاً ان احتساب الوقت المحدد سيبدأ منذ هذه اللحظة ؟!.
وطالب بإقرار «سلة اجراءات عاجلة ضمن خطة إقتصادية متكاملة للجم التدهور لدى عدد كبير من مؤسساتنا الصناعية الكبيرة منها والمتوسطة والصغيرة وذلك تجنباً للإقفال التام..».
وقال: «المطلوب وبإلحاح اقفال المؤسسات غير الشرعية ومكافحة الاقتصاد غير الشرعي ومنع الاغراق وتطبيق الاتفاقيات التجارية بشكل عادل ومتوازن على قاعدة المعاملة بالمثل… وتطبيق القوانين على الجميع من دون استنسابية»..
وناشد الحكومة الاسراع في معالجة اكلاف الطاقة للقطاعات التي تعاني من الطاقة المكثفة. مؤكداً أنه لا بد من معالجة الانكماش الاقتصادي الحاصل عبر ضخ السيولة في العجلة الاقتصادية، وتمنى ونتمنى تخفيض الضغوطات المالية والمصرفية والبلدية والضريبية في هذه الفترة الحرجة منعاً لمزيد من التأزم الاقتصادي.
ثم القى رئيس لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة والتخطيط النائب نعمة افرام كلمة النواب الصناعيين جاء فيها: «(…)
لن يركَعَ الصناعيونَ. لن يَرْكَعوا، نقُولُها بِصوتٍ هادِر. لن يَقْفِلوا أبوابَ الإنتاجِ، ولن يطفِئُوا مُحَرِّكاتَ آلاتِهم، ولن يَرْحَلوا مع وفودِ الراحلين. تصميمُهم يزدادُ على التحدّيّ والنجاحِ كُلَّما اشتدّت الصِعاب. وسيقاتِلونَ بأسنانِهِم وبأظافِرِهِم ليحافِظوا على رسالةِ الإنتاج والوفاءِ بِفَتْحِ فُرَصِ العمل. ولن يَكْتَفوا بالصمودِ هذهِ المرَّةِ، ولا بالتَكَيّفِ، ولا بِمُبادراتٍ خلاّقةٍ ومُبْدِعة تفتَحُ أسواقاً جديدة».
وأضاف: «ولأنَّ السؤال هو نكونُ أو لا نكون، سنعْمَلُ على تطبيقِ الحِمايةِ الجُمركيّة في أسرعِ وقت. وسنَسْعى إلى تطويرِ الضمانِ الاجتماعيّ في خدمَتِهِ وفعاليَّتِهِ وشفافيَّتِهِ.
وسنَسْتَحدِثَ قوانينَ تحفِزُّ الاستثمارَ والتطوير. وسنتدخَّلُ في كافةِ برامِجِ البُنى التحتيَّةِ. وسنخَطِّطَ مع كلِّ الوزاراتِ والإداراتِ في سبيلِ وطنٍ انتاجيّ صناعيّ، ومن أجلِ خِطَةٍ اقتصاديةٍ واحدَةٍ مُوَحّدة وجامِعة تنسَحِبُ على كلِّ الوزاراتِ والإدارات».
من جهته قال ابو فاعور: «(…) اضم صوتي الى صوت جمعية الصناعيين لاعلان حالة الطوارئ الصناعية، وهذا الإعلان يجب ان يؤدي الى مجموعة إجراءات تقوم بها الحكومة اللبنانية للتجاوب مع مطالب الصناعيين، وعلى الدولة اللبنانية ان تسير بخيار استراتيجي في التعاطي مع الصناعة، بحيث لا يمكن ان يظل يغلب المنطق التجاري والريعي على المنطق الإنتاجي لأنه قاد البلد الى ما نحن عليه اليوم». ودعا الدولة الى ان «تدعم التصدير لأنه كفيل بإدخال عملات اجنبية، ولأن الإنتاج كفيل بتوفير فرص العمل لشبابنا».
وأعلن انه ينقل «تأكيد رئيس الحكومة سعد الحريري على أن الحكومة ستلبي الحاجات المحقة للصناعيين، فالمطلوب اليوم توفير الحماية من الاستيراد الاغراقي، وقد توافقنا خلال لقائنا الأخير مع الرئيس الحريري على تكليفي ووزير الاقتصاد بإعداد لائحة بالمنتجات اللبنانية التي تحتاج الى حماية».
وأكدت أن المطلوب توفير دعم الطاقة للقطاع الصناعي وكلفته 35 مليون دولار.
في الختام، وقع النواب الصناعيون على مذكرة تفاهم صناعية من المقرر ان يسلموها الى كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، والى الكتل النيابية.
وابرز ما تتضمنه المذكرة تعهد من النواب الصناعيين بالعمل على تحقيق مطالب الصناعيين.