يجري منتخب لبنان لكرة القدم تدريباته على ملعب الشارقة استعداداً للقائه الأخير «الحاسم» في المجموعة الخامسة من نهائيات كأس آسيا، الذي يجمعه وكوريا الشمالية عند السادسة (توقيت بيروت) من مساء الخميس 17 الجاري، ويطمح من خلاله إلى فوز صريح يؤهله للعبور إلى الدور الـ16 من نافذة «أفضل ثالث».
وفي أجواء يسودها التصميم على تحقيق المبتغى مع متابعة نتائج المنتخبات الأخرى الطامحة إلى التأهل بدورها، يبدو الجهاز الفني بقيادة المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش واللاعبون مستنفرين ومصوّبين تطلعاتهم إلى بلوغ الهدف المنشود راصين الصفوف لانتزاع النقاط الثلاث، ما يعزز جدارة التأهل أساساً إلى النهائيات.
ويُنتظر أن تشهد المباراة مواكبة جماهيرية لبنانية على غرار ما حصل في اللقاءين أمام قطر والسعودية. وكانت وسائل إعلام سعودية نقلت عن نجوم «الأخضر» أن الفوز على لبنان لم يكن سهلاً.
في المقابل، لفت رادولوفيتش إلى أن الفترة التي تفصل منتخبه عن مباراته أمام كوريا الشمالية «كافية للتعافي والإستعداد كما يجب لنكون في الزخم المطلوب ونحقق الفوز، وهو في متناولنا إذا وظّفنا جهودنا كما يجب».
وأوضح «رادو» أن ما ورد تصريحه خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة أمام السعودية السبت الماضي، حول التطلّع أساساً للتأهّل إلى دور الـ 16 من باب «أفضل الثوالث» جاء من منطلق «الواقيعة التي يجب أن تحكم عملنا، وهو بمثابة الفرصة البديلة بعد تعثرنا في المباراتين الأوليين». وأضاف: «سجلّت قطر والسعودية 10 أهداف في مرمى كوريا الشمالية. نحن لن نقلل من شأن خصمنا المقبل لكن نملك معطيات ومقومات ومهارات تؤمّن فوزاً يسعد الجميع إن شاء الله»، مذكّراً بأن «تفاعل خطوط منتخبنا كما بدت أمام أوزبكستان ودياً في أوستراليا خلال تشرين الثاني الماضي، هي الصورة المطلوبة دائماً والتي أشدد أن نظهر فيها، ومتى إقترنت بهزّ الشباك تكون الأمور على ما يرام».
وكان بعثة منتخب لبنان برئاسة عضو اللجنة التنفيذية وائل شهيب، والتي تضم الأمين العام جهاد الشحف إنتقلت من دبي إلى الشارقة، واستقبلها وفد من اللجنة المنظمة وهيئة مدينة الشارقة أمام فندق إقامتها بالورود.
وإلى الاجتماعات الصباحية وجلسات الفيديو والتمارين البدنية والعناية بالعضلات وعلاجها الفيزيائي، سيخوض المنتخب حصص تدريب عامة وخططية تقنية على الملعب المجاور لإستاد المباراة الذي خضع أخيراً لتأهيل شامل، وتتسع مدرجاته لحوالى 12 الأف متفرّج.
وسيعقد الإجتماع الإداري الفني للمباراة عند الثانية عشرة ظهر الأربعاء 16 الجاري (توقيت بيروت)، والمؤتمر الصحافي الرسمي عند الثالثة و15 دقيقة (يبث مباشرة)، أي قبل 45 دقيقة من إنطلاق التدريب الأخير المفتوحة دقائقه الـ15 الأولى أمام ممثلي وسائل الإعلام المصرّح لها ومالكة حقوق النقل التلفزيوني.
يذكر أن المنتخبين إلتقيا في تصفيات الدور الحاسم للبطولة، وتعادلا في بيونغيانغ بنتيجة 2 -2 (سجل للبنان نور منصور (د 47) وحسن معتوق (94)، وحقق لبنان فوزاً عريضاً في مدينة كميل شمعون الرياضية قوامه خمسة أهداف من دون ردّ، وقعها كل من هلال الحلوة (21) وحسن معتوق (25) وسمير أياس (45) وعلي حمام (80) وربيع عطايا (91).
بطل واحد وعدة فائزين
سيشهد الاول من شباط المقبل تتويج بطل للنسخة الـ17 من كأس آسيا التي تستضيفها بنجاح منقطع النظير الامارات العربية المتحدة للمرة الثانية في تاريخها بعد1996.
بطل سيتوج من قبل رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة والمسؤولين الكبار في الدولة المضيفة، في حضور رئيس «الفيفا» جياني انفانتينو.
امر بديهي ان يكون لكل بطولة عريسها المتوج. لكن المفارقة هنا ان فائرين عدة سيتوجون في هذه النسخة، كل وفق هدف سيحققه.
لعل الفائز الأكبر هي القضية الانسانية، عبر حدثين، اولهما بات روتينيا على الصعيد العالمي باستقبال رئيس الاتحاد الآسيوي وفدا من أكاديمية «وايلد بورز» التايلاندية الذين نجوا من الحادثة المعروفة بـ «أطفال الكهف» شمالي تايلاند في شهر تموز الماضي. وسلم الشيخ سلمان هدايا تذكارية للاطفال ومدربهم.
اما الحدث الاهم انسانيا، فكان لفتة الشيخ سلمان الى الطفل السوري لؤي الخطيب من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي حضر مباراة منتخب بلاده امام الاردن في ملعب خليفة بن زايد في مدينة العين الاماراتية.
لفتة من ابن البحرين صنعت المشهد الاهم في البطولة وشكلت رسالة دعم بحق العيش للجميع ايا كانت ظروفهم.
رسائل عدة ابرزها تواجد دول للمرة الاولى في البطولة القارية. وكيف ننسى تأكيد وجود دولة فلسطين للمرة الثانية توالياً، وصيحات مشجعي «الفدائي» الذين بلغ عددهم 12 الف متفرج وهي السعة الممكنة لملعب راشد الخاص بالنادي الاهلي في دبي الذي احتضن مباراتهم واوستراليا في دبي، حيث زلزلت الارض بهتافات «الله، فلسطين، القدس عربية».
بطولة للجميع، تعكس حجم القارة التي ضمت اليها اوستراليا، لتنطق بلغات شعوب الارض.
آسيا هي الحدث والمستقبل.
فائزون عدة وعريس متوج في ستاد زايد في الاول من شباط.