اكدت منظمة أوبك، أنه رغم التحديات التي تواجه سوق النفط في الأشهر الأخيرة، المتمثلة في الموجة الحادة لهبوط الأسعار، إلا أن حالة التفاؤل بمستقبل صناعة النفط الخام في العالم ما زالت متماسكة.
وأشار تقرير حديث للمنظمة، إلى أن هذا التفاؤل يمهد الطريق نحو تحقيق زيادة في استثمارات النفط العالمية العام المقبل وفي السنوات المقبلة.
وقال التقرير الدولي “إن كثيرا من زيادات الاستثمار تحدث في المشاريع البرية الأميركية وتقودها شركات النفط الصخري الزيتي التي قامت خلال العام الجاري برفع الميزانيات بنسبة 15 في المائة إلى 20 في المائة بسبب ارتفاع الأسعار الذي وصل إلى ذروته في تشرين الأول الماضي“.
ولفت التقرير إلى وجود زيادة جيدة في مستويات الاستثمارات في المناطق البحرية عالية الجودة، حيث ما زالت اقتصاديات هذه النوعية من المشروعات تنافسية خصوصا في ما يتعلق بإنتاج الولايات المتحدة من النفط الضيق.
وأوضح تقرير “أوبك”، أن أسعار النفط المنخفضة ليست في مصلحة الاستثمار، إذ تعد الهاجس الأكبر الذي يقلق الدول المنتجة التي تسعى إلى الاستمرار في ضخ مستويات الإمدادات الملائمة للسوق، مشيرا إلى أن انخفاض الأسعار كان قد أدى إلى انخفاض الاستثمار في عامي 2015 و2016 بنحو 345 مليار دولار وهو ما كان انكماشا لم يسبق له مثيل.
وأوضح التقرير أنه حتى عام 2017 عانت صناعة النفط الخام هذا الركود الواسع في الإنفاق، مشيرا إلى توقع عديد من المحللين في صناعة النفط الخام استمرار تراجع الإنفاق، ما قد يتسبب في نقص في إمدادات النفط الخام، وهي إشكالية تلوح في الأفق مع حلول أوائل عام 2020.
وأفاد التقرير بأن صناعة النفط الخام ستشعر بالأثر الكامل للقرارات التي اتخذت خلال فترة الانكماش وشملت خفض أو تعليق الاستثمارات خلال بضع سنوات مقبلة، مشيرا إلى أهمية العمل على تعزيز عودة الاستقرار إلى السوق جنبا إلى جنب مع الاستمرار في رفع مستويات الكفاءة وخفض تكاليف المشروعات وتعزيز إنتاجيتها.
وقال التقرير “إن الاستثمارات في قطاع النفط الصخري الزيتي حققت نموا بنسبة 18 في المائة من الحقول التقليدية البرية”، متوقعا ارتفاع الاستثمارات بنسبة 5 في المائة في العام الجديد سواء من المشروعات البرية أو مشروعات المياه العميقة.
وأكد التقرير تراجع الإنتاج من منطقة بحر الشمال في أوروبا الذي انخفض بنسبة 50 في المائة تقريبا على مدى عامين، لافتا إلى أنه في المقابل حدث تدفق واسع في المعروض النفطي المتوجه إلى أسواق آسيا من صادرات ساحل الخليج في الولايات المتحدة بينما استمر تراجع الواردات الأميركية من الشرق الأوسط وكذلك من فنزويلا.
وذكر التقرير الدولي أن الطفرة المستمرة في الإنتاج الأميركي ساعدت صادرات الخام الأميركية على التوسع في أسواق أوروبا وآسيا لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، معتبرا نمو الاستثمار هو الضامن الوحيد للوصول إلى مستقبل أفضل لصناعة النفط الخام.
وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، استقرت أسعار النفط في ختام أسبوع شهد تقلبات في الأسواق قبيل نهاية عام 2018، مع حصولها على دعم من صعود أسواق الأسهم الأميركية لكنها ما زالت تتعرض لضغوط من القلق من وفرة في المعروض العالمي من الخام.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة أربعة سنتات لتبلغ عند التسوية 52.20 دولارا للبرميل بعدما تراجعت من أعلى مستوى لها في الجلسة البالغ 53.80 دولارا.