اطلقت شركة «ليبان بوست»، امس، في السراي الحكومي، طابعا بريديا تكريميا خاصا لذكرى الرئيس الراحل سامي الصلح، بدعوة من لجنة تكريم الرئيس الراحل، برعاية الرئيس المكلف سعد الحريري ممثلا بالرئيس فؤاد السنيورة.
حضر الحفل ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان المدير العام للاوقاف الاسلامية الشيخ الدكتور محمد الأروادي، وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جمال الجراح، عضو «كتلة المستقبل» النائبة رولا الطبش جارودي، قائد الجيش العماد جوزف عون العميد الركن سعيد القزح، الوزراء السابقون: ليلى الصلح حمادة، شارل رزق وخالد قباني، أمين عام مجلس الوزراء فؤاد فليفل، النائب السابق سليم دياب، ممثل ممثل مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد عماد دمشقية، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد أيمن سنو، العقيد خضر الجمل ممثلا المدير العام للجمارك، نقيب الصحافة عوني الكعكي، وشخصيات سياسية وفكرية واجتماعية وديبلوماسية ودينية وفنية واعلامية وحشد من أفراد عائلة الصلح من كل المناطق اللبنانية.
داود
بعد نبذة عن سيرة المحتفى به قدمتها عريفة الحفل الاعلامية كارولينا نصار، تحدث رئيس مجلس ادارة «ليبان بوست» خليل داود فاشار الى اننا نلتقي «بين عيدين الميلاد الذي يمثل الخلاص والرجاء ورأس السنة الذي يرمز الى التجدد والتفاؤل والخير»، معتبرا ان هذه الصفات «ميزت مسيرة الراحل الكبير الرئيس سامي الصلح الذي استشرف المستقبل وحذر من المآسي وحاول تصويب المسار قبل ان تصل احوال البلد الى الحرب الأهلية والانفجار الكامل».
الصلح
من جهته توجه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبدالرحمن سامي الصلح من الرئيس سعد الحريري بـ»أسمى آيات الامتنان والتقدير على مبادرته الكريمة بتكريمه رجالات الاستقلال من الرعيل الأول الذين كانت لهم اسهامات وانجازات اسهمت في مستقبل الاجيال الصاعدة».
وتوجه بالشكر الى الوزير الجراح والى ادارة «ليبان بوست» على اصدار طابع بريد تذكاري للرئيس الصلح، مستذكرا الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي «أعاد الى السراي الحكومي رمزيته ليكون عنوانا لعزة لبنان وازدهاره»، لافتا الى ان سامي الصلح «استرد السراي الكبير عندما كان رئيسا للوزراء من الفرنسيين مع سائر المصالح المشتركة وفي طليعتها الجيش، ويعد استرداد السراي من اهم الانجازات الاستقلالية لانه كان مقرا للمفوض السامي فأصبح رمزا للحرية والاستقلال».
السنيورة
بعد عرض شريط وثائقي عن سيرة المحتفى به، جرى اطلاق الطابع الذي يحمل اسمه.
ثم تحدث الرئيس السنيورة معتبرا ان «أشد ما نكون حاجة للتمسك والالتزام باتفاق الطائف نصا وروحا والعودة إلى الالتزام الثابت والقوي بالدستور اللبناني، وقال: «أحمل إليكم تحيات دولة الرئيس سعد الحريري الذي حالت ظروفه من دون أن يكون معنا في هذه الصبيحة ليترأس هذا الاحتفال بإصدار الطابع البريدي التذكاري باسم دولة الرئيس الراحل سامي الصلح بمناسبة مرور خمسين عاما على وفاته، وهو قد تمنى علي أن أمثله اليوم في هذا الاحتفال».
وتابع: «خمسون عاما مرت على وفاة المغفور له دولة الرئيس سامي الصلح وذكراه ما تزال ماثلة وحاضرة بقوة في وجدان هذا الوطن وتاريخ مدينة بيروت التي عرفته واحبته ووثقت به وانتخبته لكي يكون ممثلا عنها في مجلس النواب حتى العام 1968».
واضاف: «إذا أردنا أن نسأل عن سامي بك الصلح، لسنا بحاجة إلى أن نتحادث مع شخصيات وأشخاص ممن عرفوه عن قرب. فبمجرد أن تذكر اسمه يأتيك الجواب: «سامي بك بي الفقير»، لأن حكومته الأولى عرفت بحكومة الرغيف، إذ نجحت في حينها في تأمين الضروريات والخبز الذي كان نادرا توفره في تلك الاثناء. ولقد أقرت حكومته مبدأ الاعاشة للفقراء فلقب بلقب «بي الفقير»، وهو او بابا سامي كما كان يعرف في مدينته وبين اترابه ومحبيه الكثر».
واضاف السنيورة: «لا بد لنا ونحن نحتفل بهذه الذكرى الخمسين لوفاة دولة الرئيس سامي الصلح، وفي مناسبة استذكار ما كتبه عن تلك المرحلة، أن نعود لاستخلاص العبر والدروس من تلك المرحلة. وأيضا إلى استخلاص العبر والدروس من المراحل الصعبة التي تلتها، ومن الأزمات التي أحاطت بنا منذ سنوات طويلة ومازالت تعصف بنا كذلك في هذه الأيام لنستفيد من تلك الدروس كي لا نغوص ونغرق أكثر في لجة المآزق والمخاطر التي تحيط بنا من كل جانب. وهذا يعني ضرورة الإدراك من قبل جميع المسؤولين بأن مشكلاتنا المتراكمة لا يمكن لها بعد اليوم ان تعالج بالمراهم والمسكنات والمعالجات الظرفية والبسيطة والسطحية».
وتابع: «فنحن وكما اعتقد قد أصبحنا بحاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى لتصويب بوصلتنا. ولا بد بالتالي على الحكومات اللبنانية وجميع المؤسسات الدستورية وعلى جميع المعنيين بإدارة الشأن العام في لبنان من العودة للتمسك بالثوابت والمبادئ الأساسية».
وقال: «نحن أشد ما نكون حاجة للتمسك والالتزام باتفاق الطائف نصا وروحا، والعودة إلى الالتزام الثابت والقوي بالدستور اللبناني، بما يعني الابتعاد عن اللجوء إلى ابتداع اعراف جديدة تخالف الدستور. وأيضا التزام الابتعاد عن ممارسات تخالف القوانين السارية، وعدم التقاعس عن تطبيق بعض القوانين لكونها لا تعجب البعض من الوزراء فيعطلون القوانين ويتصرفون على هواهم خلافا لإرادة الشعب اللبناني. كما وبضرورة العودة إلى التأكيد على دور الدولة واحترام سلطتها الكاملة غير المنقوصة واحترام هيبتها على كامل الأراضي اللبنانية. كذلك أيضا اتخاذ الموقف الثابت والصارم بما يدين استمرار اختطاف الدولة وإداراتها ومؤسساتها من قبل الأحزاب والميليشيات الطائفية والمذهبية لما يؤدي إلى وقف هذا الاختطاف. كما والحرص على استقلالية القضاء وشفافية وفعالية الإدارة اللبنانية وحياديتها وصدقيتها. وكذلك إعادة الاعتبار إلى احترام الكفاءة والجدارة والإنجاز والحرص على تسليم المسؤوليات العامة إلى أكفائها وفق ما نص عليه الدستور».
واكد «إن العودة إلى التزام هذه المبادئ والقواعد من قبل جميع المسؤولين لا يعني شيئا إذا كان التزاما بالقول فقط، بل ينبغي أن يكون الالتزام بالفعل وبالأداء وأن يقتنع المواطنون جميعا بصدق هذا الالتزام من جميع المسؤولين على حد سواء وبدون أي استثناء. إن هذه هي الطريق الصحيح والوحيد للبدء في استعادة ثقة المواطنين بالدولة اللبنانية وبإداراتها ومؤسساتها وبنظامنا الديموقراطي البرلماني. وهي الباب الوحيد الذي يمكن التقدم على أساسه لاستعادة سلمنا الأهلي واحترامنا لبلدنا ولأنفسنا ولمستقبل أبنائنا وكذلك لاستعادة سلامة اقتصادنا ولماليتنا العامة».
وفي الختام جرى توزيع دروع تكريمية على عدد من الشخصيات.