قد يغرق لبنان في عتمة تامة وقد تنخفض التغذية الكهربائية تدريجياً ساعتين في اليوم إذ إن سلفة الفيول البالغة 642 مليار ليرة التي صدرت قبل 23 يوماً بمرسوم وافق عليها رئيساً الجمهورية والحكومة ووزيرا الطاقة والمال، لا تزال أسيرة المادة الخامسة من قانون الموازنة التي تنصّ على وجوب موافقة مجلس النواب على استدانة السلفة، وهذا ما لم يحدث حتى الآن.
وكان من المنتظر أن تعقد جلسة تشريعية قبل أيام بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، يمرر من خلالها بند سلفة الفيول، إلاّ أن التطورات السلبية في الملف الحكومي حالت دون ذلك.
وتوقّفت مجموعتا إنتاج في معمل الذوق وأُخريان في الجية بسبب نقص المحروقات، فانخفضت بالتالي التغذية في كل لبنان، ومع كل يوم يمر سيزداد التقنين أكثر فأكثر.
كل هذا يجري فيما تقبع باخرتا فيول تابعتان لشركة النفط الوطنية الجزائرية منذ 11 يوماً في عرض البحر، بانتظار الإفراج عن الاعتماد المخصص لثمن الفيول، فيما تسعى وزارة الطاقة للتواصل مع إدارة الشركة النفطية لإطلاعها على الوضع بغية إدخال الباخرتين قبل عقد جلسة تشريعية والافراج عن السلفة.
وقد أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان، أول أمس «انها اضطرت إلى توقيف مجموعتي انتاج في كل من معملي الذوق والجية، إضافة الى تخفيض حمولة مجموعتين أخريين في معمل الجية، وبالتالي تخفيض إنتاجها حوالي 320 ميغاوات بسبب النقص في مادة الفيول أويل. أما السبب فيعود إلى مشكلة تتعلق بكيفية التزود بالمحروقات بعد نفاذ المساهمة المخفضة المعطاة الى المؤسسة بفعل ارتفاع أسعار النفط منذ بداية العام 2018، وهو أمر قد نبهت المؤسسة اليه مرارا وتكرارا من مطلع العام الجاري.
واضاف البيان: «وحيث تعمل المؤسسة مع وزارة الطاقة والمياه ووزارة المالية على حل هذا الموضوع، فإنها ستضطر خلال الأيام المقبلة إلى إطفاء مجموعات الإنتاج تباعا في كافة المعامل بما فيها الباخرتان التركيتان، وبالتالي تخفيض الإنتاج تدريجيا، وذلك في انتظار إيجاد حل لمسألة التزود بالمحروقات. علما أن هناك باخرتي فيول أويل ترسوان قبالة الشاطئ اللبناني منذ 26 تشرين الأول الفائت تنتظران حل هذا الإشكال لتفريغ حمولتهما». وقالت إن مؤسسة كهرباء لبنان، انها « إذ تأسف لاتخاذ التدابير المذكورة أعلاه الخارجة عن إرادتها، تتمنى أن يتم حل الأسباب التي دعت الى اتخاذها بالسرعة الممكنة كي تعود التغذية الكهربائية الى طبيعتها».