اعتبر الممثل السوري دريد لحّام أنّ آخر أحلامه الكبيرة تحققت بعرض فيلم «دمشق…حلب» في العاصمة السورية دمشق مؤخراً، قُبَيلَ افتتاحه لفعاليات الدورة الـ34 من مهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، ومشاركته في مسابقة «نور الشريف للفيلم العربي» بالمهرجان وفوزه بالجائزة، ويشهد هذا الفيلم عودة الممثلة السورية صباح الجزائري للوقوف أمام الكاميرا إلى جانب دريد لحّام، بعد قرابة 38 عاماً على مشاركتها معه ببطولة المسرحية السوريّة «كاسك يا وطن».
حالة عبور
وعقدت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي ندوة لفيلم «دمشق حلب» للفيلم عن رحلة إفتراضية في حافلة لنقل الركاب، بين دمشق وحلب تجتمع فيها مجموعة من الناس مختلفي التوجهات والأعمار والأهواء، بحيث تشكل صيغة ما عن المجتمع السوري، بما يحمله من تنوع وتعدد في هويته الإجتماعية، حيث يسافر «عيسى» المذيع السابق إلى حلب لزيارة إبنته، وفي الحافلة يتضافر جزء من مصيره مع مصائر من وجدهم هناك، وآخرون كانوا على تماس مع هذه الرحلة، وبأسلوب الكوميديا الساخرة يسير الفيلم في خطاه كاشفاً إيجابيات وسلبيات لتصرفات من هم بالحافلة وقال مخرج الفيلم باسل الخطيب، أن العمل مرآة حياة السوريين اليوم، كما يعكس تناقضات حياتنا وكل اللحظات الغريبة والسريالية التي نراها أثناء سيرنا في الشارع، فهي لحظات نعيشها، كما أنه مستوحى من الغرابة الموجودة في الواقع، التي نحاول أن نعكسها خلال فيلم سينمائي مليء بأحداث وشخصيات معينة. وأضاف أن الفيلم يشكل حالة عبور من محطة إلى أخرى، ومن حالة نفسية وأفكار معينة إلى أخرى وأفكار مختلفة تماماً، كما يرصد هذا العبور الإنساني والوجداني ضمن حكاية مشوّقة وجاذبة وقريبة إلى القلب، ليكون الانتصار في النهاية للقيمة الإنسانية التي تسلط الضوء على النبل.الفيلم من بطولة دريد لحام وعبد المنعم عمايري وكندة حنا وسيناريو تليد الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة السورية للسينما.
دريد لحام
وقال دريد لحام: أريد التحدث عن علاقتي بالمهرجان، فقد كنت عضواً بلجنة التحكيم في دورة سنة 1999، وكانت رئيستها ليلى علوي، وكانت تقول لنا أطلبوا أي شيء أنا تحت أمركم، وقمت بالاتصال بها في وقت متأخر من الليل، وقلت لها أنا عاوز فنجان قهوة، لذلك عندما أشاهدها اليوم ضمن الحضور أتذكر اللحظات الجميلة والذكريات التي قضيتها معها في هذا المهرجان. أما في ما يخص الفيلم فأنا سعيد بالتعاون مع المخرج باسل الخطيب، وبالتعاون مع فريق العمل بالكامل، وما أريد قوله أن أجمل لحظة كانت عندي هي لحظة بداية التصوير، وأصعب لحظة هي لحظة انتهائه، فقد بدأنا زملاء ثم تحولنا إلى أصدقاء إلى أن وصلنا لأن نصبح عائلة واحدة، وكان صعباً علي جداً أن أترك تلك العائلة، وكنت أتمنى لو يطول تصوير هذا العمل فقد حققت فيه أحلامي الكبيرة، ويتبقى عندي مجموعة من الأحلام الصغيرة.
باسل الخطيب
وقال المخرج باسل الخطيب في الندوة: في بداية عملي على الفيلم، كان يبدو لي أن تنفيذه صعب جداً ،خصوصاً أن فيه عدداً من المشاهد داخل حافلة وهي تقطع المسافة من دمشق إلى حلب، لكن الغريب أن النتيجة كانت عكس توقعاتي، فقد كان تصويره سلساً للغاية، حتى عدد الأيام التي استغرقها كانت أقل بكثير من أيام أي فيلم قمت بتصويره قبل ذلك، ويرجع السر إلى شخص واحد فقط يمتلك الإنسانية والرقي والإلتزام في التعامل وهو الفنان دريد لحام الذي لديه إحساس بالمسؤولية، ويتمتع بدرجة رائعة من المحبة والإخلاص لعمله ، وهو شريك فعلي في العمل وليس ممثلاً فيه أو بطلاً له.
كندة حنا
الفنانة كندة حنا قالت إنها فخورة بالعمل مع هذه الكوكبة من مبدعي الدراما السورية، وسعيدة بوجودها في مهرجان الإسكندرية كممثلة من خلال فيلم «دمشق حلب».
إلهام شاهين
الفنانة إلهام شاهين قالت: أنا عشت رحلة «دمشق حلب» من أربع شهور تقريباً عندما كنا نحتفل بالعيد الوطني لسوريا في مدينة حلب وتحريرها من العدو الغاشم، وشاهدت الفيلم مرتين، وأتقدم بالشكر إلى كل القائمين على العمل لأنكم ببساطة «رجعتوا لنا إنسانيتنا بهذا الفيلم، أنا بكره أفلام الأكشن والحروب والدم والدمار، رغم أنها تجيب فلوس كتير، ولا أعرف لماذا يقبل عليها الجمهور؟، وأشادت شاهين بالفنانة صباح الجزائري التي قدمت شخصية السيدة المريضة التي تحمل الكفن منتظرة موتها.
ليلى علوي
الفنانة ليلى علوي وجهت كلمتها إلى دريد لحام قائلة: وحشتني وكنت مصرة على مشاهدة الفيلم لكني لم أتمكن من حضور حفل الافتتاح، وقررت أن أشاهده اليوم وبالفعل كنت مستمتعة جداً بحالة المصداقية التي لمستها من كل صناع العمل، وكذلك على الاختيار الموفق للموسيقى والألوان والأغاني. دريد لحام واحش المصريين، وسعيدة وفخورة بهذا الفيلم. ولو كل الناس شبه الرحلة في الأوتوبيس سيكون العالم جميلاً مهما كانت الآمال والأحلام، شكراً لدريد لحام، وسوريا وحشتني جداً، ونقدر وجودكم في مصر، كما نحب السوريين اللي عايشين في مصر».
لبلبة
الفنانة لبلبة قالت في مداخلتها: شاهدت الفيلم مرتين وفي المرتين بكيت، ووجهت رسالتها إلى دريد لحام قائلة في كل مشهد أتعلم منك الجديد في التمثيل وفي الحياة.وفي نهاية الندوة أعلن الأمير أباظة عن مفاجأة العام 2019 والتي ستكون بتوقيع المخرج باسل الخطيب أيضاً وهو فيلم «اعتراف» الذي يلعب بطولته النجم غسان مسعود، وسيكون هو فيلم افتتاح الدورة المقبلة.