لفت رئيس «وحدة الأبحاث والدراسات الاقتصادية والمالية» في بنك بيبلوس الخبير الاقتصادي والمالي نسيب غبريل إلى «الكلفة المرتفعة للفراغ الحكومي على الاقتصاد اللبناني»، معتبراً أن «هذا الفراغ يساعد في خلق جوّ من الشائعات التي تثير التخويف والتهويل المالي والنقدي، وكأن مسبّبي الفراغ يشاركون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في خلق هذه الأجواء».
وقال غبريل في حديث لـ»المركزية»: إن المقالات الصحافية المهوِّلة تعبّر عن آراء شخصية ولا تمثّل وكالات التصنيف الدولية أو المؤسسات المتعددة الأطراف، ففي ظل الفراغ الحكومي نلاحظ وجود من يُسمّون أنفسهم بالخبراء ويخالون أنفسهم أنهم يعرفون مصير الليرة اللبنانية كما التركية.
وأكد أن «الأسواق المالية لم تأبه للأقاويل التي تحمل التهويل والتخويف، ولم تأخذ في الاعتبار ما يُشاع عن انهيار نقدي محتمل وغيره، وكذلك حركة الودائع بيّنت أن المودعين لم يتأثروا بهذه الشائعات و»التنبؤات».
ولفت هنا إلى أن «ودائع القطاع الخاص في المصارف اللبنانية بلغت 173 مليار دولار علماً أن معدل الفائدة بلغ حتى آب 2018 ما نسبته 7% وعلى الودائع بالدولار الأميركي 4،2%، كما أن نسبة الدولرة لم تتغيّر منذ نهاية العام 2017 ولغاية اليوم».
أضاف: من هنا إن الأسواق المالية ردّت على التهويل والتخويف بهذه الأرقام المهمة.
وخَلص غبريل إلى القول إن «الفراغ الحكومي يؤدي إلى فرص ضائعة على الاقتصاد اللبناني وكلفة اقتصادية ومالية مرتفعة، لأنه يؤدي إلى تأجيل بدء الإصلاحات المالية العامة لخفض العجز في الموازنة، وإرجاء عجلة الاستفادة من مقرّرات مؤتمر «سيدر» ومخصصاته، لذلك تسبّب هذا التأجيل بكلفة مباشرة على الاقتصاد والأُسَر والمالية العامة».
وأخيراً دعا «مَن يعرقل تأليف الحكومة إلى أن يتحمّل مسؤولية الفرص الضائعة على الاقتصاد اللبناني».