برعاية وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح وحضوره، أطلقت شركة «ألفا» بإدارة «أوراسكوم» للاتصالات، وشركة «إريكسون» المورِّد العالمي الرائد لحلول وخدمات تكنولوجيا الاتصالات، مبادرة أولى من نوعها في لبنان لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية E-Waste، تم في إطارها توضيب حوالي 460 طناً من النفايات الإلكترونية المنتهية الصلاحيّة كأجهزة الإرسال والهوائيات وغيرها كانت مخزّنة في مستودعات «ألفا». وبوشرت عملية إعادة تصدير المواد التي حُمّلت في 35 مستوعباً، إلى السويد عبر مرفأ بيروت، حيث سيعاد تدويرها وفق المعايير العالمية.
وأُعلن عن هذه المبادرة في مؤتمر صحافي عُقد في فندق «لو غراي»، حضره رئيس مجلس إدارة شركة «ألفا» ومديرها العام مروان الحايك، ومدير إريكسون لمنطقة شمال الشرق الأوسط محمد درغام، ومسؤولون من الشركتين، وفاعليات اجتماعية وإعلامية. بداية، كلمة درغام شدّد فيها على أنه «لا يمكن التقليل من أهمية عملية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، حيث يمكن للتأثير البيئي أن يكون ضاراً من دون هذه العملية. وتشكل النفايات الناتجة عن الأجهزة الإلكترونية، خطراً كبيراً على البيئة إذا لم يتم إعادة تدويرها أو التخلص منها بطريقة صحيحة». أضاف: يسعدنا التعاون مع شركة «ألفا» في مجال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية من أجل زيادة الوعي حول هذا الموضوع وضمان التعامل مع المنتجات الإلكترونية منتهية الصلاحية بشكل مثالي من خلال تبني طرق أكثر مسؤولية لتعزيز استدامة للبيئة».
وتحدّث الحايك فقال: «أتت فكرة إعادة تدوير النفايات المكدّسة خلال لقاء مع مسؤولين في «إريكسون» في السويد. ونحن على ثقة بأنها ستعالج بأفضل المعايير العالمية والعلمية في السويد كي لا تكون مصدراً ملوّثاً وساماً للبيئة في لبنان وكوكب الأرض الذي نحن جزء لا يتجزأ منه».
وشدّد الحايك على أنّ «هذه المبادرة هي جزء من استراتيجيتنا للمسؤولية الإجتماعية وبرنامجنا «ألفا» من أجل الحياة» الذي يتفرّع منه «ألفا» من أجل الطبيعة» والتزامنا خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 والأهداف السبعة عشر التي تأتي ضمن هذه الخطة، لا سيما الهدف رقم 9، الذي نحن مسؤولون عنه في «ألفا» والذي يُعنى بتحديث البنى التحتية والصناعة وكل ما ينتج عن هذا التطور التكنولوجي. وبالتالي دورنا هو ليس فقط تحقيق التقدّم التكنولوجي بل أيضاً الأخذ في الاعتبار أي آثار جانبية لهذا التقدّم».
وأكّد الجراح في كلمته، أن «هناك مصادر عدة للتلوّث لكن التلوّث الصناعي والكيميائي هو من الأخطر إذ من الممكن أن نصل إلى وقت لا يمكن فيه معالجته خصوصاً أنّ خطره السلبي يطاول البيئة والإنسان والطبيعة».
أضاف: التلوّث الإلكتروني هو من أخطر مصادر التلوّث خصوصاً في ظلّ التطور التكنولوجي الدائم (الــ G3 والــ 4G والــ 5G – التي وصل إليها «ألفا» والأستاذ الحايك قبل غيرهم)». ولفت إلى أن «الشعب اللبناني لديه استهلاك كبير للمعدات الإلكترونية مقارنة بشعوب المنطقة خصوصاً بين جيل الشباب المنخرط جديًا في تكنولوجيا الإنترنت والاتصالات. هذه المبادرة من «ألفا» و»إريكسون» هي من أهم المبادرات التي يمكن أن نراها في مجال التخلص من التلوّث الصناعي والكيميائي والإلكتروني وللمرة الأولى في لبنان يكون هناك وعي والتفاتة الى هذا الموضوع الأساسي ومعالجته خصوصاً أن آثار النفايات الإلكترونية وتداعياتها تطاول كل البلد».
ودعا «كل الشركات التي لديها معدات إلكترونية منتهية الصلاحية، وليس فقط شركات الاتصالات، إلى معالجتها بشكل صحّي ومسؤول فنحوّل بذلك هذا الأمر إلى ثقافة عامة في لبنان، وهناك دول مثل السويد وغيرها التي يمكن أن تساعد في مجال إعادة التدوير فهي تملك الخبرات اللازمة في هذا المجال».