لم يكن فوز نادي هومنتمن بيروت ببطولة الاندية العربية في كرة السلة في نسختها الثلاثين في المغرب في شهر تشرين الثاني من العام الماضي بعد إسقاطه خصمه جمعية سلا صاحب الأرض والضيافة في المباراة النهائية المثيرة وليدة اللحظة أو من باب الصدفة أو الحظ.
هومنتمن كان يمتلك التشكيلة الأفضل والأقوى بين باقي الفرق المشاركة وإستحق لاعبوه اللقب عن جدارة، هؤلاء الأبطال الذين قادوا ناديهم الى ثلاثية نادرة في الذكرى المئوية لتأسيسه، إذ توجوا في الموسم الماضي أيضا أبطالا للدوري اللبناني وكأس لبنان للمرة الأولى في تاريخ النادي. وقد لا يكون الفريق البيروتي أحرز العديد من الألقاب الكبيرة قبل إنجاز العام الفائت، فهو فاز بدورتين غير رسميتين هما دورة حسام الدين الحريري العربية عام 2016 ودورة الراحل هنري شلهوب عام 2017، لكنه يبقى أحد الفرق القوية والحاضرة التي تُضيف على بطولة لبنان طعما مميزا ونكهة خاصة، لا سيما إنه يملك قاعدة جماهيرية كبيرة ومنظمة تواكبه وتؤازره خصوصا على ملعبه في سنتر مزهر -انطلياس، حتى بات يُعرف عن هومنتمن بأنه الفريق الذي لا يسقط في «عرينه» وصارت الفرق الزائرة تحسب له بالتالي ألف حساب.
حلة جديدة
تبدو «حلة» فريق هومنتمن اليوم مغايرة عما كانت عليه في الموسم الماضي، فاللاعبان المصري المجنس لبنانيا إسماعيل أحمد وهايك غيوقجيان غادرا الى النادي الرياضي، فيما إنضم إليه في المقابل عدد من اللاعبين المميزين من أمثال ايلي رستم وايلي اسطفان وجيرار حديديان، وقريبا سيلتحق بهم كل من كريم زينون وسيفاك كيتنجيان، وذلك بغية تدعيم صفوف الفريق وسد الثغرات الموجودة لكي يصبح جاهزاً لكافة الإستحقاقات الكبيرة المقبلة.
أما على صعيد اللاعبين الأجانب فقد تم الإستغناء عن «الثلاثي» الذي دافع عن ألوان الفريق في الموسم المنصرم وإستبدل بالثلاثي الأميركي كريس جونسون ونايت روبنسون وسامي مونرو الذين يتمتعون بمستوى فني مرتفع جدا، بإنتظار أن يختار الجهاز الفني اللاعبين الأجنبيين اللذين سيتأقلمان أكثر مع زملائهما ويثبتان ذاتهما على أرض الملعب لكي يقوم بإشراكهما في البطولة العربية.
انطلاق التمارين
أمام هذا الكم من التغييرات الجوهرية إضطر مدرب هومنتمن جو مجاعص الى وضع إستراتيجية جديدة تتناسب مع المستجدات التي طرأت على الفريق، ولكنه يبدو واثقا بأن تشكيلته ستكون حاضرة في الوقت المناسب للدفاع عن كل الألقاب التي أحرزها النادي في الموسم الفائت ولا سيما لقب بطولة الأندية العربية ال31 التي سيستضيفها نادي بيروت بين 2 و 12 تشرين الأول المقبل، والذي يبقى من أولويات إهتمامات الإدارة والجهاز الفني على السواء. هذا وقد إنطلقت تمارين الفريق البيروتي بشكل جدي منذ يومين فقط إستعداداً للإستحقاق العربي المرتقب، وسط تأكيدات من داخل المعسكر البرتقالي بأن اللاعبين لن يتنازلوا بهذه السهولة عن اللقب وسيسعون بكل طاقاتهم وقدراتهم لإبقائه في خزائن ناديهم».
الموسم الماضي كان مثاليا بكل معنى الكلمة لنادي هومنتمن، وهو يطمح لأن يبقى كذلك هذا الموسم أيضا على أن يكون الاحتفاظ باللقب العربي «أول الغيث». إدارة النادي «النشيطة» والمصممة على المحاربة على كل الجبهات وتسعى بشكل حثيث ودؤوب الى بناء فريق قوي ومتجانس يكون جاهزا دوما للمنافسة على جميع الألقاب والى تأمين كافة مستلزمات الراحة النفسية للاعبيها، وجهت تحية ونداءً الى جمهورها العريض «الوفي» الذي لا يترك فريقه لوحده في أية مناسبة رياضية، لأن يملأ ملعب بلدية الشياح الذي سيحتضن فاعليات البطولة لتشجيع ومؤازرة أبطاله في جميع مبارياته وعكس صورة جميلة وحضارية عن النادي بين الضيوف العرب الذين يعودون الى بيروت للمرة الأولى منذ العام 2009 عندما إستضاف النادي الرياضي آخر بطولة في لبنان وتوج بطلا لها.