أقامت نائب رئيس مؤسسة الوليد للانسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده و»جمعية رعاية شؤون كبارنا» مخيّما صيفيا لكبار السن في مركز مار شربل في بعبدات ضمّ 40 مسنّاً يعيشون في ضواحي بيروت وفي ظروف معيشية ونفسية في نهاية المخيم اقيم احتفال حضره حوالى 100 مسن من خارج المخيم ينتمون لجمعيات ومؤسسات ومراكز تعنى وتهتم بكبار السن.
وكان في استقبال الصلح رئيسة الجمعية هنرييت حداد وأعضاء الجمعية في حضور الرئيسة العامة لراهبات القلبين الأقدسين الام دانييلا حروق والنائب السابق الدكتور انطوان حداد ومديرة المدرسة اللبنانية للضرير والاصم – بعبدا السيدة ماري روز الجميل ونائب الرئيس السيدة جانيت شمعون والمسنين واهاليهم.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجمعية كانت كلمة للأم حروق، توجهت فيها الى الصلح قائلة: «(…) نحن واياك يا سيدتي على هذه الطريق سائرون حتى نستشرف وهو الذي قال كنت مريضا فزرتوني، كنت جائعا فأطعمتوني، كنت غريبا فآويتوني هذه رسالة القلبين الاقدسين اختي الرئيسة لقد وضعت ثقتي بك مع لفيف الراهبات وكنت على مستوى الثقة..احيي كبارنا ونحن نكبر بحضوركم بيننا (…) لنبقى على وعد بشارة الخوري ورياض الصلح سنة، شيعة، كاثوليك، موارنة، ارثوذكس، كلنا شعب واحد في أرض واحدة معترف بها دوليا (…)».
وألقت السيدة هنرييت حداد كلمة جاء فيها: (…) ان الهدف من اقامة هذه المخيمات الصيفية هو منح كبار السن المشاركين فرصة للعيش بأمان وكرامة بعيدا عن مشاكلهم ومعاناتهم اليومية مما يسمح لهم بالتقاط انفاسهم واستجماع قواهم ويعطيهم زخما لمواجهة واقعهم المرير ومتابعة حياتهم الروتينية القاسية ويخفف من شعورهم بالعزلة الاجتماعية والتهميش ويترك اثرا ايجابيا على صحتهم وعلى معنوياتهم وثقتهم بنفسهم وتفاعلهم مع الأخرين (…).
وثمنت حداد ما تمثله السيدة الصلح وتجسده بشخصها من قيّم اخلاقية وانسانية ووطنية ولما عرف عنها من اهتمام بالصالح العام وتشجيع ودعم للمبادرات الإنسانية الخيّرة. هي ما فرّقت يوما بعطاءاتها المجانية بين المناطق او ميّزت بين الناس. هي كما سمو الأمير الوليد بن طلال وفية لأرث الآباء والأجداد تقّدر اهميته وقد اخذت على عاتقها تفعيله وجعله نموذجا حيا يحتذى، حاضرا في قلوب ووجدان اللبنانيين (…)».
الصلح: وكانت كلمة للصلح مما قالت فيها: «(…) ونحن في مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية وفي هذه الايام العصيبة التي يمرّ بها الوطن تستوقفنا دائما زيارة مريض وعيادة مسن، لان هؤلاء بحاجة الى كل انسان مخلص لعقيدته الانسانية».
أضافت: «جئناكم اليوم لنقف الى جانبكم وانتم تمثلون مركزا عريقا لطالما احتضن وقدم واعطى انطلاقا من ايمان عميق راسخ بالله وبالوطن. هذا الوطن الذي يشهد اليوم شوائب جمّة على كافة الاصعدة ينبىء بالاعظم. أمم تخاف ظلم رعاتها، ولكننا ايضا رعية تخاف ظلم ابنائها. انها المتغيّرات الاجتماعية التي يشهدها مجتمعنا اليوم من جراء الانحلال السياسي والخلل الطائفي لاسيّما على صعيد اهمال المسنين من قبل الابناء واضمحلال مفهوم الرعاية لهم والعناية بهم على خلاف ما جاء في تعاليمنا الدينية الاسلامية والمسيحية. فالاجيال الصاعدة باتت في غربة عن القيم التي تؤكد على ان رعاية الاباء والاجداد واجب وانه ليس من الوفاء للاجيال السابقة ان تُهمل وتترك فريسة للضعف والحاجة في آخر حياتها (…).
وختمت الصلح: دعائي اليوم الى الله هو ان يُحسن خِتامنا ويُعطيَ اصحاب العمر المديد العطف الالهي الذي بشر به البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. ونحن في مؤسسة الوليد نطلب البركة منك ايها المسن لاننا نعتبر رضاك من رضى الله. فأعطنا اياها لنعمل بثوابها (…).
وعزفت وغنت الفرقة الموسيقية في المدرسة اللبنانية للضرير والاصم – بعبدا بقيادة المايسترو غابي خليل ثم كانت مداخلة لنائب رئيس المدرسة اللبنانية للضرير والاصم – بعبدا السيدة جانيت شمعون.
وقدّم كبار المخيّم عرضا فنيا تضمن رقصا فولكلوريا لفرقة «زفّة جبل لبنان» بعد ذلك تم تقديم دروع لاكبر مسنّ ومسنّة شاركوا في المخيّم ولاكبر متطوّعة للجمعية السيدة مارغريت ساسين.