قالت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، «إن إعلان التعاون بين المنتجين الذي سيدخل إلى مرحلة جديدة في الاجتماع الوزاري الموسع للمنتجين في فيينا فى 2 كانون الأول المقبل قد تجاوز في نجاحاته أكثر التوقعات تفاؤلا»، مشيرة إلى أن هذا الإعلان ركز على استعادة الاستقرار المستدام للصناعة من خلال ما يمكن تسميته «التعاون المبتكر والرائد». وأفاد تقرير حديث لمنظمة أوبك – عن نتائج مشاركة محمد باركيندو الأمين العام في اجتماعات مجلس الطاقة العالمي في العاصمة الإسبانية مدريد – أن الجهود التعاونية للمنتجين ساعدت على تسريع عودة التوازن إلى سوق النفط العالمية إلى جانب عودة التفاؤل الذي تشتد حاجة الصناعة إليه في هذه المرحلة، لافتا إلى أن بيانات حديثة تؤكد أن الاستثمارات النفطية تتزايد تدريجيا وكان لها تأثير إيجابي في الاقتصاد العالمي وفي التجارة الدولية.
ونوه التقرير بحدوث تغير كبير في التصورات العامة على مستوى الصناعة من جانب «أوبك» حيث أظهرت المنظمة باقتدار قدراتها الكبيرة كهيئة ملتزمة بالتعاون الدولي تفي بالتزاماتها، وتعزز الاحترام المتبادل بين جميع الدول سواء المنتجة أو المستهلكة.
وشدد التقرير الدولي على أن «الإعلان المشترك» أصبح حاليا بمنزلة سمة دائمة لمشهد الطاقة العالمي حيث وضع إطارًا جديدًا للدول المنتجة مع الأخذ في الحسبان أيضًا المصالح الحيوية للدول المستهلكة فضلًا عن الاقتصاد العالمي.
وأضاف أن التطورات الأخيرة فى علاقة المنتجين ساهمت في تحقيق استقرار السوق، مشيرا الى أن جهود التعاون أصبحت حيوية في جميع الأطر الزمنية، لافتا إلى أن التركيز حاليا بالنسبة للكثيرين هو على المدى القصير، ولكننا نحتاج إلى التذكير أيضا بأن كل من الآجال القصيرة والمتوسطة والطويلة مرتبطة ببعضها البعض حيث لا يمكننا رؤية أي منهم في عزلة عن الآخرين. واعتبر أن إطلاق تقرير توقعات أوبك العالمية للنفط الخام قبل أيام قليلة في الجزائر يهدف إلى توثيق الصلة بين مختلف الأطر الزمنية لتمكين المنظمة من تبادل وجهات النظر مع كل أطراف السوق وتحليل وضع ومستقبل أسواق النفط والطاقة العالمية. ولفت التقرير إلى قناعة منظمة أوبك بأن المستقبل يحمل الكثير من التحديات والشكوك للصناعة، كما يحمل أيضا وفى نفس الوقت العديد من الفرص الواعدة التى يجب أن يحسن الاستفادة منها لتعزيز النمو المستدام للصناعة.
وأوضح التقرير أن مستقبل تحولات الطاقة يشهد الكثير من المعلومات والبيانات المضللة، مشيرا إلى أن البعض يتحدث عن أن المستقبل يعتمد فقط على مصادر الطاقة المتجددة حيث تهيمن الكهرباء على قطاع النقل ويذهب الوقود الأحفوري إلى سجلات التاريخ – بحسب هذه الرؤية الخاطئة.
وأشار الى أن وجهة النظر هذه تعتبر مضللة للغاية حيث من المهم أن نتناول مستقبل الطاقة بمزيد من العمق فى الرصد والتحليل موضحا أن العالم سيحتاج إلى المزيد من الطاقة في العقود القادمة وأن موردا واحدا لا يستطيع الوفاء بكافة الاحتياجات وجميع موارد الطاقة ستكون مطلوبة بشدة.