تعمل إدارة برشلونة بصمت وثبات واستقرار، هكذا كتبت صحيفة المونودو ديبورتيفو الكاتالونية في تغطيتها لصفقة انتقال النجم الفرنسي بول بوغبا المحتملة إلى كامب نو، لكن هل هذا التوصيف حقيقي؟ أم غزل بكل ما يفعله النادي؟.
في الحقيقة، سواء كانت تلك التوصيفات حقيقية أم لا، فإن إدارة البلاوغرانا أثارت العديد من إشارات الإستفهام هذا الصيف، وذلك لأسباب لها علاقة بما سُمي بـ «خطف» اللاعبين من الأندية الأخرى.
مالكوم..خطف أم سرقة
أم سَبق تجاري؟
ربما كلمة «خطف» توصيف يقارب الدقة لما فعله النادي حيال صفقة البرازيلي مالكوم الذي كان على مدرج الطائرة المتوجهة إلى العاصمة الإيطالية روما ثم غيّر وجهتها إلى عاصمة الكاتالان.
ما فعله برشلونة لا يعتبر خرقاً للقوانين، ولكنه ربما خرق للأعراف المهنية، وذلك بتقدير جماهير وإدارة نادي العاصمة الإيطالية، على رأسها المدير الرياضي للذئاب مونشي، الذي انتقد بأشد عبارات الانتقاد ما فعله برشلونة.
ووصل الأمر في روما إلى حد وضع تشكيلة برشلونة منقوصة من مالكوم حين تقابل الفريقان ودياً في الأول من شهر آب الحالي.
مالكوم جاء في الوقت الذي كان النادي يتحدث بشكل رسمي عن مواطنه ويليان، وقد فضلت جماهير برشلونة في أغلبها صفقة لاعب بوردو عن نظيره في تشيلسي بسبب العمر، ولكن هناك العديد من الأفكار مرت في ذهن المطلع على فترة من تاريخ النادي، ترى منذ متى يعتمد برشلونة هذه الطريقة في التوقيع مع اللاعبين؟ هل الأمر مخجل؟ أم أن الموضوع سبق تجاري فاز به قسم التعاقدات في النادي قبل نظيره في روما؟.
خصائص فيدال والروح الكاتالونية
أما في صفقة التشيلي أرتورو فيدال فكلمة خطف فضفاضة حيال ما كان يحاول إنتر الإيطالي القيام به، ولكن التساؤلات كانت في مكان آخر من توقيع لاعب بايرن ميونيخ السابق.
السؤال بشكل واضح ومحدد؛ هل يتفق فيدال بخصائصه وخشونته التي تصل أحياناً إلى شكل من أشكال العدائية في الملاعب؛ مع الروح الكاتالونية المعروفة في النادي؟ والتي يعد اللعب الهجومي والتخفيف من الأخطاء والتدخلات العنيفة ما أمكن من أبرز سماتها..
هذا ما أسسه كرويف وعززه غوارديولا….
إشارات الاستفهام طُرحت أمام فيدال وأبيدال مباشرةً، من قبل الصحافيين في مؤتمر تقديم اللاعب قبل يومين، فأحد الصحافيين توجه للسكرتير التنفيذي للنادي بالسؤال حول ما تغير بين فترة لعبه هو مع إنييستا وتشافي… والفترة الحالية، وفيما لو يعتقد أن فلسفة النادي تتبدل اليوم.
هذا الكلام كان بمثابة الرأي المغلف بالسؤال، وكأن بالصحافي يقول أين وصل النادي الذي كان يعتمد على لاعبيه وصار يعتمد بشكل شبه كامل على جلب النجوم.
إلا أن «آبي» كان حاسماً في رده حين قال: «أنت تحدثني عن نمط معين بوجود لاعبين مختلفين، اليوم لدينا لاعبين جدد، وعلينا التأقلم مع ذلك، المدرب هو من يتخذ القرارات حول الخطط وأسلوب اللعب».
حشد في خط الوسط!!
بالكاد لن تجد أحداً لا يتمنى لاعب بخصائص بوغبا في فريقه، خصوصاً ان اللاعب أظهر إمكانيات فنية ومعنوية أكبر في منتخب فرنسا بطل العالم أكثر عن تلك التي أظهرها في يونايتد مورينيو.
لكن النقاد لا ينساقون وراء العواطف بل وراء الأسئلة الفنية، فإذا ما جاء بوغبا، كم لاعب خط وسط ارتكاز سيتواجد في برشلونة،، راكيتيتش، بوسكيتس، فيدال، بول، من سيرضى بالجلوس احتياطياً للآخر، وكم ستحتمل المداورة في خط الوسط، هذا إذا لم نتحدث عن الوافد الجديد الآخر أرثر.
هل كان كل ذلك لتعويض الرسام إنييستا؟ الذي لا يعوّض أصلاً…
ربما كان الأجدر بإدارة برشلونة أن تجلب رأس حربة بديلاً لسواريز الذي ينخفص مستواه كثيراً في الفترة الأخيرة.
عدا عن أن برشلونة لم يكن أبداً في مواسمه السابقة يقوم بتكديس النجوم في أي مركز من المراكز.
لا أحد بإمكانه أن يتوقع بشكل دقيق ماذا سيفعل برشلونة الموسم المقبل في جميع المسابقات، ولكن بالتأكيد هناك تحدٍ هائل في أجندة المدرب فالفيريدي؛ يتلخص بالحفاظ على الهدوء في غرفة الملابس وحصد لقب دوري أبطال أوروبا.