كتب المحرر الاقتصادي:
حرّكت عطلة عيد الأضحى المبارك النمو السياحي في لبنان، في اتجاه تصاعدي، فرفعت من نسبة الملاءة السياحية، ولو بمستوى محدود، لأن فترة الإقامة قصيرة تمتد على ثلاثة أيام كحدّ أقصى، دوام العطلة، وبالتالي يكون الإنفاق أخفّ مما لو كانت فترة الإقامة أطول.
وتراوحت نسبة الإشغال في القطاع الفندقي خلال عطلة العيد بين 90 و93 في المئة في بيروت، و75 في المئة خارجها، في حين أن عدد الأيام المحجوزة تراوحت بين 3 و4 أيام وبأسعار مخفضة بعدما كانت 7 أيام وأكثر، خصوصاً أن هناك مجموعات سياحية جاءت إلى لبنان في خلال عطلة العيد من مصر والعراق، لكن الإنفاق السياحي لهذه المجموعات عادي، علماً أن انخفاض الليرة التركية ترك آثاره على حركة السياحة في لبنان باعتبار أن السائح اللبناني أصبح يفضّل التسوّق في اسطنبول عوَض بيروت، كما أن الإغراءات التي تقدّمها الحكومة التركية لكل طائرة «شارتر» تهبط في تركيا حيث تدفع لها بين 6 و8 آلاف دولار، وكل فندق يدفع له 15 دولاراً ثمن كل غرفة سياحية».
وهذا الواقع لم يمنع وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان من إعلان «تحسّن حركة السياحة حتى نهاية تموز الفائت»، متوقعاً «مزيداً من الارتفاع في آب الجاري في ضوء إقبال السياح من مختلف دول العالم على المجيء إلى لبنان، ومصادفة عيد الأضحى في الشهر المذكور كما تبيّن في الإحصاءات الواردة إلى وزارة السياحة لجهة نسبة الإشغال في الفنادق في بيروت وخارجها من جهة، والحركة التي يشغلها مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت من جهة أخرى، في مقابل الإشغال الفندقي في مدينة بيروت على صعيد الفئات كافة الذي بلغ 67,3 في المئة خلال تموز الفائت، في مقابل 62,2 في المئة خلال الفترة ذاتها من العام 2017.
مراقبون سياحيون رأوا أن «الموسم السياحي كان أفضل بكثير لو تمّ تشكيل الحكومة، لكن على الرغم من ذلك، من المتوقع أن يصل عدد السياح حتى نهاية العام الجاري إلى ما يقارب المليونين و100 ألف»، إذا تناولنا مؤشرات العام 2017 والنصف الأول من 2018، يظهر أننا سنصل إلى نمو في حدود 11 و12 في المئة. وإذا استمررنا بهذه الوتيرة، سيبلغ عدد السياح بين مليونين و100 ألف، إنما الوضع كاد يكون أفضل بكثير لو تألفت الحكومة.
وليس بعيداً، أشار المراقبون إلى «ارتفاع عدد السياح الأوروبيين ليشكّلوا نسبة 35 في المئة من المجموع العام للسياح القادمين إلى لبنان، علماً أن في خلال شهريّ تموز الفائت وآب الجاري ارتفع عدد السياح العرب في اتجاه لبنان، بشكل لافت جداً، لكن لا يزال يحمل الجنسيات ذاتها في ظل غياب السياح الخليجيين، ليقتصر الأمر على العراقيين والأردنيين ثم المصريين، إلى جانب المغتربين اللبنانيين».
في حين أظهرت النتائج السياحية للأشهر الستة الأولى من السنة، أن النمو في حدود الـ6 و7 في المئة، إنما في تموز وآب 2018 زاد معدّل الحركة السياحية، ما يؤدي إلى رفع نسبة النمو إلى 12 و13 في المئة. في حين شهد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت منذ مطلع آب الجاري، حركة ركّاب كثيفة وصلت إلى حدّ الازدحام، ذهاباً وإياباً، ولا سيما خلال فترة الأعياد، في مشهديّة وضعها المراقبون في خانة «الحركة بَرَكة»، تعكس «استمرار الثقة الكبيرة بلبنان لاعتباره بلداً آمناً يتمتّع بالهدوء والاستقرار بما يميّزه عن بلدان المنطقة والجوار التي تشهد إرباكاً أمنياً مقلقاً»، مؤكدين أن «الحركة السياحية ليست سوى صورة جليّة تعكس عامل الاطمئنان إلى أن لبنان لا يزال قبلة السياح العرب والأجانب».
ويشهد مطار بيروت خلال شهر آب الجاري أربعة أنواع من الرحلات الجويّة تتزامن مع بعضها البعض، وهي: الرحلات الدينيّة، رحلات الحجّ، ذروة موسم الرحلات النظاميّة، ورحلات الـ»شارتر»، حيث يسجَّل شهرياً مليون و200 ألف راكب، الأمر الذي يؤدي تلقائياً إلى ازدحام كبيرفي حَرَم المطار، خصوصاً أن حجوزات الطائرات تكون مكتملة 100 في المئة.
الأرقام السياحية في تموز 2018
وخلال شهر تموز الفائت، بلغ إشغال الغرف في الفنادق نسبة 49 في المئة على صعيد المحافظات وفئات الفنادق، وهي النسبة المسجّلة منذ بداية العام الجاري، في مقابل 48,9 في المئة خلال الفترة ذاتها من العام الفائت بارتفاع 0,2 في المئة.
إشغال بيروت: ويُظهر إشغال الغرف في الفنادق على مستوى التصنيف في مدينة بيروت خلال تموز 2018 ومقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الآتي:
– فنادق خمس نجوم: بلغت نسبة الإشغال 72,3 في المئة بينما بلغت في تموز 2017 ما نسبته 67,2 في المئة أي بتحسّن نسبته 7,6 في المئة.
– فنادق أربع نجوم: بلغت النسبة 70,5 في المئة في مقابل 67,8 في المئة في تموز 2017 أي بنتيجة تحسن بلغت 2,7 في المئة.
– فنادق ثلاث نجوم: بلغت النسبة 44,7 في المئة، بينما بلغت في تموز 2017 نسبة 41,1 في المئة.
خارج بيروت: أما بالنسبة إلى الإشغال الفندقي في تموز 2018 خارج مدينة بيروت، فجاءت على كالآتي:
– فنادق خمس نجوم: نسبة الإشغال في جبل لبنان: 41,5 في المئة، في البقاع 38,3 في المئة.
– فنادق 4 نجوم: جبل لبنان 29,6 %، البقاع 31,6%، الشمال 37,1%، الجنوب 35,2%.
-فنادق 3 نجوم: جبل لبنان 24,1%، البقاع 15,5%، الشمال 12%، الجنوب 5,3%.
المساكن السياحية: أما على صعيد الإشغال في المساكن السياحية (درجة أولى وثانية) فبلغ إشغالها في بيروت 45,1% خلال تموز 2018 في مقابل 47,5% خلال الفترة ذاتها من العام الفائت، كذلك بلغ 39,7% في جبل لبنان في مقابل 44% خلال الفترة ذاتها من العام الفائت.