نفذت اتحادات ونقابات النقل البري أمس الإضراب السلمي الذي دعت إليه، من دون حدوث أزمة سير في بيروت.
وعند السادسة صباحاً تجمّعت الشاحنات في منطقة الدورة برفقة نقيب اصحاب الشاحنات العمومية شفيق القسيس الذي أكد «سلميّة التحرّك والإضراب لحث المسؤولين على تنفيذ الوعود التي قطعوها للنقابات والتي لا يتطلب إقرارها سوى تطبيق القوانين والأنظمة المرعيّة». ودعا إلى «المبادرة فوراً إلى تحقيق مطالب قطاع النقل البري لأنه أساسي في الدورة الاقتصادية ولم يَعُد يحتمل التأخير لإقرار ما هو حق له».
وأشار إلى أن «المشاركة اليوم (أمس) رمزيّة كي لا تؤثر على حركة السير»، آملين من المسؤولين «عدم دفعنا إلى تصعيد التحرّك لاحقاً».
كذلك تجمّعت السيارات العمومية في منطقة الدورة قرب جسر المشاة برئاسة رئيس اتحاد السائقين العموميين والعاملين في قطاع النقل مروان فياض الذي اعتبر أن «الإضراب سلمي ورمزي وحضاري والسائقين ملتزمون بالقرارات التي صدرت عن اتحادات ونقابات النقل البري لتحقيق مطالب القطاع المهمَلة».
كذلك تجمّعت صهاريج نقل المحروقات في الدورة بمشاركة واسعة من أصحاب الصهاريج ، وتحدث نقيب أصحاب الصهاريج ومتعهّدي نقل المحروقات ابراهيم السرعيني معتبراً أن «هذا الإضراب رمزي لتحذير المسؤولين المعنيين من إهمال مطالب قطاع النقل البرّي خصوصاً لجهة عدم تطبيق القوانين والأنظمة المرعية التي تحمي الجميع، الدولة وأصحاب الصهاريج والمستهلك». وأكد تضامن قطاع النقل «لتحقيق كامل المطالب العالقة منذ زمن والتي لا تتطلب أكثر من الالتزام بالقوانين النافذة».
بدوره، أكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في تصريح من نقطة التجمّع في الدورة أن «التحرّك سلمي وهدفنا المطالبة بحقوقنا وإيصال الصوت لتطبيق القانون، وأدعو المواطنين إلى الذهاب إلى عملهم كالمعتاد».
من جهته، أعلن رئيس اتحادات ونقابات النقل البري بسام طليس أن «الإضراب العام لاتحاد قطاعات النقل البري تحذيري»، داعياً المسؤولين «إلى الاستماع الى مطالب الناس والتزام تنفيذ الاتفاقات التي وُعدوا بها في إطار النقل البري». وقال «أُعلن الإضراب قبل 21 يوما نتيجة عدم التزام المسؤولين».
وذكّر بأن البنود تنصّ على: إلغاء المعاينة الميكانيكية – قمع المخالفات تطبيقاً للقانون – المزاحمة غير المشروعة (اللوحات المزوّرة، خصوصاً في العاصمة بيروت) – وقف تسجيل الآليات والصهاريج خلافاً للقانون- نقل الملكية المتوقفة في النافعة – خطة النقل الوطنية.
وتابع طليس «عملياً لم يتغيّر شيء منذ الاتفاق سوى النظر في صفقة المعاينة الميكانيكية، والإضراب رمزي تحذيري حددنا أماكنه ولا أحد يعترض على أحد»، مشيراً الى أن «لو بدأت القوى الأمنية بالتدقيق في الأوراق الثبوتية للسيارات التي تعمل على الخطوط، فسترى أن 90% منها تعمل بأوراق مزوّرة».
ومن أمام وزارة الداخلية في الصنائع حيث قطع المعتصمون الطريق، أوضح طليس في كلمة باسم اتحادات ونقابات النقل البري، أن «الأربعاء المقبل يوم تصعيدي جديد، وتحرّكنا هو البداية، وأدعو إلى اجتماع استثاني غداً (اليوم) في الاتحاد العمالي العام لإعلان الخطوات الأخرى التصعيدية».
شاحنات المرفأ: والتزاماً بالتحرّك، توقف مالكو الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت عن العمل لمدة ساعة واحدة من التاسعة حتى العاشرة قبل الظهر.
وفي المناطق، قطع المعتصمون عدداً من الطرقات أبرزها طريق الشام الدولية على مسلك واحد عند عاليه في اتجاه بيروت، وطريق عاليه الدولية في الاتجاهين، كذلك تم قطع طريق طرابلس- البحصاص في اتجاه بيروت عند مدخل طرابلس الجنوبي حيث شهدت الطريق زحمة سير خانقة على المساريْن.
والمشهد نفسه في عكار، حيث قطع أصحاب الباصات طريق حلبا – كوشا ما سبّب زحمة سير خانقة في المحلة.
وفي زحلة، أقفل المعتصمون مركز المعاينة الميكانيكية قرب مستشفى الرئيس الياس الهراوي الحكومي وقطعوا أوتوستراد زحلة – الكرك. وأقفلوا أيضاً طريق شتورة في اتجاه بيروت.
كذلك، قطع السائقون العموميون دوّار كفررمان عند السادسة صباحاً. ومن هناك شدد نقيب السيارات العمومية في النبطية علي كمال على مطالب اتّحاد النقل البري و»عودة المعاينة الميكانيكية إلى كنف الدولة وتوقف مزاحمة العمالة الأجنبية».
وعملت قوى الأمن الداخلي على تحويل السير نحو كفرجوز فالنبطية.
أما في بعلبك، وبسبب الظروف الأمنية ومصادفة تشييع قتلى الحمودية، فقد قررت نقابة السائقين العموميين في محافظة بعلبك الهرمل والبقاع إلغاء التجمّع في بعلبك وإبقاء زحلة وشتورا، والانتقال إلى بيروت.
وسقط جريح بحادث سير، خلال تنفيذ السائقين العموميين اعتصامهم عند أوتوستراد الدولي بين طرابلس والقلمون.
وفي التفاصيل، إن شاحنة تحمل لوحة لبنانية ويقودها سائق سوري اجتاحت مكان الاعتصام حيث اصطدمت بأربع سيارات، متسبّبة بسقوط جريح وأضرار مادية جسيمة بالسيارات، فيما فرّ السائق السوري مسرّعاً إلى جهة مجهولة.
وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة إن الحادث بعيد عن مكان الإعتصام حوالي 300 متراً وهو عادي وسببه السرعة.
وعقد نقيب السائقين في الشمال شادي السيّد مؤتمراً صحافياً عند أوتوستراد طرابلس- بيروت، أشار فيه إلى أن «الحادث الذي جرى أمامنا جميعاً يعزز ويؤكد صحة مطالبنا وأهمية اعتصامنا اليوم (أمس)، وهذا الأمر نضعه برسم المسؤولين لاتّخاذ الإجراءات التي تحمي المواطنين وتحفظ أرزاقنا».
وتناول «المطالب المزمنة للسائقين، لا سيما المزاحمة السورية للسائقين العموميين اللبنانيين في مختلف المناطق اللبنانية من دون حسيب أو رقيب»، مؤكداً أن «النقابة ترفع الصوت عالياً منذ أكثر من سنتين للتحذير من مغبّة وجود سائقين لبنانيين وسوريين وأجانب لا يحملون دفتر سوق شرعياً وقانونياً يسمح لهم بقيادة الآليات والسيارات العمومية وباصات النقل العام والشاحنات والصهاريج».
وفي صيدا أشار ممثل نقابة سائقي السيارات العمومية في الجنوب إبراهيم البخاري خلال إعتصام السائقين قبالة المسبح الشعبي الى ضرورة عودة المعاينة الميكانيكية الى كنف الدولة ووضع خطة نقل موحد.