استضاف مصرف لبنان قبل نحو شهر، مجموعة من فاعليات هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي) التي تتخذ من البحرين مقراً لها، وذلك من خلال جلسة استماع لاثنين من معايير «أيوفي» الجديدة، وجلسة نقاش مفتوحة.
وعقد مجلس المحاسبة التابع لـ «أيوفي» اجتماعاً مغلقاً مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، ونائب الحاكم الأول رائد شرف الدين، كذلك عقد اجتماعه العاشر في فندق «جفينور روتانا» في بيروت.
ومن خلال هذه الفعاليات وفّرت «أيوفي» حيّزاً للتفاعل بين الخبراء المحليين اللبنانيين العاملين في مجالات الصيرفة والمالية والمحاسبة والتدقيق، وعلماء الشريعة والأساتذة الجامعيين وغيرهم، وذلك لسبر آراء الصناعة المصرفية والمالية الإسلامية اللبنانية وجمع التعليقات الفنيّة اللازمة من أجل تركيز جهود «أيوفي» في تطوير السوق المالية الإسلامية في لبنان.
كذلك عقدت «أيوفي» جلسات استماع لمسودة معياريْن جديديْن: معيار الحَوكمة رقم 9 في شأن وظيفة الالتزام الشرعي، ومعيار المحاسبة المالية رقم 25 المعدل «الاستثمار في الصكوك والأسهم والأدوات المشابهة». وقد خرج التفاعل الإيجابي مع المهنيين المصرفيين والماليين اللبنانيين بآراء مهمة بخصوص الصناعة المالية الإسلامية، فضلاً عن جملة من الآراء والتعليقات حول معايير «أيوفي». وتجدر الإشارة إلى أن المساهمات التي قدّمتها القطاعات المعنيّة خلال جلسات الاستماع، من أسئلة وتعليقات وتوصيات، بالإضافة إلى تلك التي تقدَّم بها أصحاب الاهتمام مباشرةً إلى «أيوفي»، ستُجمع ثم تُرفع إلى مجموعات العمل والمجالس الفنية ذات الصلة لمناقشتها قبل إصدار المعايير في صيغتها النهائية.
وعقد مجلس المحاسبة التابع لـ «أيوفي» اجتماعه العاشر في 21 و 22 حزيران الفائت برعاية مصرف لبنان، وناقش مسودّة معيار الإجارة والإجارة المنتهية بالتمليك، ومشروع مراجعة المعايير وتعديلها.
من جهته، أعرب الحاكم سلامة خلال الاجتماع مع أعضاء مجلس المحاسبة عن تقديره لجهود «أيوفي»، وأكد أن «مصرف لبنان حريص على تطوير الصيرفة الإسلامية في لبنان»، مشيراً إلى أنّ البنك المركزي سهّل عمل المصارف الإسلامية في لبنان وأصدر دليلاً خاصاً بها. وأضاف أنّ «القطاع المصرفي يبقى أحد ركائز الاقتصاد اللبناني، خصوصاً أنه يعتمد بشكل كبير على التجارة والخدمات، وأنه يتلقى تحويلات خارجية تفوق 15٪ من إجمالي الناتج المحلي، ولديه ودائع تصل إلى ثلاثة أضعاف حجم إجمالي الناتج المحلي».
وتابع: «بذلك، فإن الفرصة قائمة أمام المصارف الإسلامية لتطوير منتجاتها واستخدام قاعدة الودائع لتوسيع أعمالها. ويسعى مصرف لبنان جاهداً إلى تطوير القطاع الخاص بما يسمح للمؤسسات المالية الإسلامية أن تؤدي دوراً محفزاً».
وتوجّه رئيس مجلس المحاسبة التابع لـ «أيوفي» حمد عقاب بالشكر والتقدير إلى الحاكم ونائبه الأول على الدعم الذي قدّمه مصرف لبنان، وأكد التزام المجلس بدعم الصيرفة الإسلامية في لبنان.
من ناحيته رحّب شرف الدين بوفد «أيوفي» في بيروت، وهنأ الهيئة على مساهمتها البارزة في تطوير الصناعة المالية والمصرفية الإسلامية العالمية. كذلك أعرب عن تقدير «المركزي» لمعايير الهيئة باعتبارها مرجعاً دولياً للصيرفة الإسلامية في العالم، وأكد دعمه لتعزيز هذا القطاع في لبنان.
وأشاد القائم بأعمال الأمين العام لـ»أيوفي» عمر مصطفى أنصاري بجهود مصرف لبنان ودعمه ومساهمته في استضافة فعاليات «أيوفي» في لبنان، آملاً أن تتضافر جهود «أيوفي» والبنك المركزي لترويج الصناعة المالية والمصرفية الإسلامية في لبنان. كذلك عبّر عن تقديره للقطاع المالي والمصرفي اللبناني لمشاركته الفاعلة في جلسة النقاش المفتوحة، وفي جلسات الاستماع التي عُقدت لمعايير الهيئة.
كذلك ثمّن أنصاري «التزام مصرف لبنان معايير الـ «أيوفي» في التعاميم التي أصدرها لقطاع الصيرفة الإسلامية في لبنان»، وعبّر عن تطلعه إلى «اعتماد مصرف لبنان لتلك المعايير كإطار عمل للأنظمة الخاصة بالصيرفة الإسلامية».