أطلقت بلدية بشعله، بالتعاون مع برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان LIVCD الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID، «مشروع دروب بشعله»، خلال احتفال أقيم في مقر البلدية، تخلله الاعلان عن عمر زيتون بشعله الاثري، وذلك بحضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، الياس كرم ممثلا النائب فادي سعد، القائم بالأعمال الأميركي في لبنان إدوارد وايت، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، المقدم شربل أنطون ممثلا النائب السابق بطرس حرب، جورج نجيم ممثلا ا النائب
السابق سامر سعاده، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، ممثلي الوكالة الاميركية للتنمية الدولية وليم باترفيلد وآرون رابل، مدير برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان Brien O Frank، رؤساء بلديات ومخاتير، فاعليات وشخصيات، خبراء زراعيين ودكاترة جامعيين وحشد من اهالي بشعله والجوار.
وسبق الاحتفال جولة على دروب بشعله مع الأدلاء المحليين للاطلاع على المشروع.
بداية النشيدان اللبناني والاميركي، فكلمة رئيس بلدية بشعله المهندس رشيد جعجع الذي رحب بالحضور، معربا عن فرحته «لتحقيق مشروع دروب بشعله والاعلان عن عمر الزيتون الذي كان حلما يراودني منذ صغري. وعرض لسلسلة مشاريع جرى تنفيذها، منها ما هو قيد الانجاز، بالاضافة الى مشاريع مستقبلية.
واعرب جعجع عن امله باعلان «محمية زيتون بشعله الاثري في وقت قريب»، شاكرا كل من ساهم في تحقيق مشروع دروب بشعله، وخص USAID وlivcd بالشكر، مؤكدا ان «مشروع دروب بشعله سيخلق فرص عمل جديدة ويفتح آفاقا جديدة وابوابا لمشاريع كبيرة ومستقبلية تنتظر التمويل «.
واشار الى ان «بلدية بشعله لا تملك اي عقار، وكل المشاريع التي تنفذ هي على ارض للوقف»، شاكرا للجنة الوقف رئيسا واعضاء وللمطران خيرالله تعاونهم ووقوفهم بجانب البلدية
ثم كانت كلمة جمعية بشعله للتنمية ألقاها سامي خوري الذي قال: «ها هي زيتونة بشعله تثبت نفسها سرمدية. لقد مر على شجرة الزيتون الكثير الكثير، من ايام وآمال وآلام ودموع وأفراح وأتراح، لكنها بقيت هي هي، صامدة بوداعة وأناقة مباركة منذ القديم القديم». وأضاف: «هذه المناسبة هي فرصة لإعطاء بستان الزيتون حقه، فهو ينمو ويثمر في أشد الظروف المناخية قساوة وفي مختلف أنواع التربة الغنية والفقيرة»، آملا «ان تكون اشجار الزيتون المعمرة لا تحيد بل تبقى ثابتة راسخة واثقة مطمئنة لأنكم جميعا ستجتمعون قريبا للمحافظة والاعتناء وتكريم هذه الاشجار المعمرة والتي لاتزال تثمر زيتونا وزيتا، بالاضافة الى ان «دروب بشعله» هو مشروع لتنشيط السياحة البيئية «.
بدوره ألقى وايت كلمة قال فيها: «يسعدني أن أكون معكم اليوم هنا في هذه المنطقة الجميلة لكي نحتفل بإفتتاح دروب المشي التي أعيد تأهيلها في «بشعله»، وان نكون هنا في وجود أشجار الزيتون المذهلة هذه. كما يسعدني أن أعلن انه، كجزء من دعم حكومة الولايات المتحدة للسياحة في لبنان، لقد تأكد لنا علميا أن عمرها يزيد على الألفي عام.»
أضاف وايت: «على الرغم من أهميتها وتطورها، لاتزال السياحة تواجه العديد من التحديات التي تمنع القطاع من تحقيق كامل إمكاناته. ومن بين هذه التحديات نقص الموارد اللازمة للبلديات من أجل تنفيذ خططها الإنمائية. ولمساعدة الحكومة اللبنانية لمواجهة هذه التحديات، استمرت حكومة الولايات المتحدة من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في العمل طوال السنوات الماضية مع شركاء محليين ملتزمين لتطوير قطاع السياحة الريفية في لبنان «.
وتابع: «نحن نعلم أن الوضع البيئي هو مصدر قلق جدي للمواطنين. في منطقة البترون نقوم بالاستثمار من اجل حماية البيئة، حيث قمنا بتنفيذ استراتيجيات الوقاية من الحرائق وإدارتها، وزرعنا أكثر من ستة آلاف شجرة في العديد من قرى في المنطقة، هذه النتائج أمكن تحقيقها من خلال تعاون والتزام شركائنا المحليين والمجتمعات المحلية، وبخاصة جمعية بشعلة للتنمية التي نحتفل معها بنجاحنا اليوم.
أما لحود فأعلن «عن مشروع لتقديم 40 ألف شجرة للبنان من منظمة FAO، وسيكون للبترون حصة كبيرة منها، وهذا المشروع هدفه إعادة الثروة الحرجية الى عزها والحفاظ على الغابات والاحراج»، مؤكدا «حرصنا على تحقيق الانماء المتوازن في كل المناطق، وسنمنع بحزم قطع الشجر بشكل عشوائي وسنطلب من وزارة العدل التشدد في اصدار الاحكام «.
ولفت لحود الى وجود مشروع مع الكنيسة التي اعدت ورقة كاملة عن القطاع الزراعي في لبنان، داعيا كل المطارنة والاساقفة والكهنة والاديار لوضع اراضي الكنيسة بتصرف القطاع الزراعي. كما أعلن عن سلسلة مشاريع على مستوى الزيتون وزيت الزيتون والتفاح في سبيل تعزيز القطاع الزراعي، مؤكدا ان السياسة تنتهي عند ابواب هذه المشاريع. وشكر USAID على تقديم كل امكاناتها لدعم القطاع الزراعي، وحيا بلدية بشعله على جهودها للحفاظ على الثروة الحرجية والاشجار المعمرة، مؤكدا العمل في مرحلة مقبلة على سنديانات مار ضومط.
واشار الى مشاريع مستقبلية ستنفذ بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال بمبادرة من رئيسها توفيق دبوسي.
كما كانت مداخلة للدكتور ميلاد رياشي من مصلحة الابحاث العلمية الزراعية، أكد فيها أهمية تسليط الضوء على زيتونات بشعله «كثروة مهمة ليس لبشعله فحسب بل للبنان ولكل العالم». وقال: «إنها ثروة وراثية لا مثيل لها، وعلينا الحفاظ عليها».
وعرض للدراسة التي انجزت عن زيتونات بشعله لتحديد عمرها الاولي، لافتا الى وجود كميات لا يستهان بها من الاشجار المعمرة في لبنان والتي لا تزال منتجة
حتى اليوم».
بعدها شرح المدير التقني المهندس رولان عنداري لمشروع LIVCD الذي نفذ بموجب هبة، بالتعاون مع بلدية بشعله وجمعية بشعله للتنمية وبتمويل من الوكالة الاميركية للتنمية.
بعد ذلك تم الاعلان عن العمر الاولي لزيتونات بشعله، وهو 2045 سنة، والدراسات لاتزال مستمرة، على ان يعلن العمر النهائي رسميا بالسنة والشهر في
15 ايلول المقبل.
ثم جرى تقديم دروع لكل من ساهم في إنجاز المشروع.
ثم انتقل الجميع الى بستان زيتون بشعله المعمرة حيث أزيحت الستارة عن لوحة تذكارية والتقطت الصور التذكارية عند جذوع الشجرات.
وكان الوزير باسيل خلال مشاركته في اطلاق مشروع دروب بشعله تو جه الى جبل قلعة الحصن بشعله حيث دشن الصليب الذي تم تثبيته الاسبوع الماضي، واطلع على مشروع التنقيب عن الآثار الممول من بلدية بشعله في القلعة قرب دير مار يعقوب.